للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكْثِرْ من الاطِّلاعِ والتَّأمُّلِ

إنَّ ممَّا يشرحُ الصدر: كثْرةُ المعرفةِ، وغزارةُ المادّةِ العلميَّةِ، واتِّساعُ الثقافةِ، وعُمقُ الفكرِ، وبُعدُ النَّظْرةِ، وأصالةُ الفهْمِ، والغوْصُ على الدليلِ، ومعرفةُ سرِّ المسألةِ، وإدراكُ مقاصدِ الأمورِ، واكتشافُ حقائقِ الأشياءِ {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} ، {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} . إنَّ العالِم رحْب الصدرِ، واسع البالِ، مطمئنّ النفْسِ، منشرحُ الخاطرِ..

يزيدُ بكثْرةِ الإنفاقِ منهُ ... وينقصُ إنْ به كفّاً شددْتا

يقولُ أحد مفكَّري الغربِ: لي ملفٌّ كبيرٌ في درجِ مكتبي، مكتوبٌ عليه: حماقاتٌ ارتكبتُها، أكتبُه لكلِّ سقطاتِ وتوافه وعثراتٍ أُزاولُها في يومي وليلتي، لأتخلَّص منها.

قلت: سبقك علماءُ سلفِ هذه الأُمَّةِ بالمُحاسبةِ الدقيقةِ والتَّنْقيبِ المُضني لأنفسِهم {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} .

قال الحسنُ البصريُّ: المسلمُ لنفسِهِ أشدُّ مُحاسَبَةً من الشريكِ لشريكِهِ.

وكان الربيعُ بنُ خُثيْمٍ يكتُبُ كلامهُ من الجمعةِ إلى الجمعةِ، فإنْ وَجَدَ حسنةً حمِد الله، وإنْ وَجَدَ سيِّئةً استغفر.

<<  <   >  >>