للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اكتسابُ الفضائل أكاليلٌ على هامِ الحياةِ السعيدةِ

مطلوبٌ من العبدِ لكيْ يكسب السعادة والأمن والراحة، أن يُبادر إلى الفضائل، وأنْ يُسارع إلى الصفاتِ الحميدةِ والأفعالِ الجميلةِ ((احرصْ على ما ينفعُك واستعِنْ باللهِ)) .

أحدُ الصحابةِ يسألُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - مرافقَتَهُ في الجنةِ فيقول: ((أعِنِّي على نفسِك بكثْرةِ السجودِ، فإنَّك لا تسجُدُ للهِ سجدةً، إلاَّ رَفَعَك بها درجة)) . والآخرُ يسألُ عنْ بابٍ جامعٍ من الخيرِ، فيقولُ له: ((لا يزالُ لسانُك رطباُ من ذكر اللهِ)) . وثالثٌ يسألُ فيقولُ له: ((لا تسُبَّنَّ أحداً، ولا تضرِبنَّ بيدِك أحداً، وإنْ أحدٌ سبَّك بما يعلمُ فيك فلا تسُبَّنَّه بما تعلمُ فيه، ولا تحقِرنَّ من المعروفِ شيئاً، ولو أنْ تُفْرِغ منْ دَلْوِك في إناءِ المستقي)) .

إنَّ الأمر يقتضي المبادَرَةَ والمُسارعة: ((بادرِوا بالأعمالِ فتناً)) ، ((اغتنِمْ خمساً قبل خمسٍ)) ، {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} ، {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} ، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} .

لا تُهمِلْ في فِعْلِ الخَيْرِ، ولا تنتظرْ في عملِ البِرِّ، ولا تُسوِّفْ في طَلَبِ الفضائلِ:

دقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له ... إنَّ الحياة دقائقٌ وثوانِ

{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} .

عمرُ بنُ الخطابِ بعد أنْ طُعِن وثَجَّ دمُه، يرى شابّاً يجرُّ إزاره، فقال له عمرُ: ((يا ابن أخي، ارْفَعْ إزارك، فإنهُ أتقى لربِّك، وأنْقى لثوبك)) . وهذا أمرٌ بالمعروفِ في سكراتِ الموتِ {لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} .

<<  <   >  >>