للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السعادةُ عند بلالِ وسلمان وعمّارٍ، لأنَّ بلالاً أذَّن للحقِّ، وسلمان آخى على الصِّدقِ، وعمّاراً وفّى الميثاق {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} .

أقوالُ الحكماءِ في الصَّبْرِ

يُحكى عنْ أنوشروان أنهُ قال: جميعُ المكارِهِ في الدنيا تنقسمُ على ضربين: فضربٌ فيه حِيلةٌ، فالاضطرابُ دواؤه، وضربٌ لا حيلة فيه، فالاصطبارُ شفاؤُهُ.

كان بعضُ الحكماءِ يقولُ: الحِيلةُ فيما لا حيلة فيه، الصبرُ.

وكان يقالُ: منِ اتَّبع الصبر، اتَّبعَهُ النصرُ.

ومن الأمثالِ السائرة، الصبرُ مفتاحُ الفَرَجِ منْ صَبَرَ قَدَرَ، ثمرةُ الصبرِ الظَّفرُ، عند اشتدادِ البلاءِ يأتي الرَّخاءُ.

وكان يقالُ: خفِ المضارَّ منْ خللِ المسارِّ، وارجُ النفْع منْ موضعِ المنْعِ، واحرصْ على الحياةِ بطلبِ الموتِ، فكمْ منْ بقاءٍ سببُه استدعاءُ الفناءِ، ومنْ فناءٍ سببُه البقاءِ، وأكثرُ ما يأتي الأمنُ منْ قِبل الفزعِ.

والعربُ تقولُ: إنَّ في الشرَّ خِياراً.

قال الأصمعيَّ: معناهُ: أنَّ بعض الشَّرِّ أهونُ منْ بعْضٍ.

وقال أبو عبيدة: معناهُ: إذا أصابتْك مصيبةٌ، فاعلمْ أنهُ قدْ يكونُ أجلُّ منها، فلتهُنْ عليك مصيبتُك.

<<  <   >  >>