للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخرُ:

دعِ المقاديرَ تجري في أعنَّتِها ... ولا تنامنَّ إلا خالي البالِ

ما بينَ غمضةِ عيْنٍ وانتباهتِها ... يغيّرُ اللهُ مِن حالٍ إلى حالِ

[وقفة]

لا تحزنْ: فإنَّ أموالك التي في خزانتِك وقصورَك السامقةَ، وبساتينَك الخضراءَ، مع الحزنِ والأسى واليأسِ: زيادةٌ في أسَفِكَ وهمِّكَ وغمِّكَ.

لا تحزنْ: فإنَّ عقاقير الأطباء، ودواء الصيادلةِ، ووصفةَ الطبيبِ لا تسعدُكَ، وقدْ أسكنت الحزن قلبَك، وفرشتَ له عينك، وبسطتَ له جوانحَك، وألحفتَه جلدَك.

لا تحزنْ: وأنت تملكُ الدعاءَ، وتُجيدُ الانطراح على عتباتِ الربوبيةِ، وتُحسنُ المسكنة على أبواب ملِكِ الملوكِ، ومعكَ الثلثُ الأخيرُ من الليلِ، ولديكَ ساعةُ تمريغ الجبينِ في السجودِ.

لا تحزنْ: فإنَّ الله خَلَقَ لكَ الأرض وما فيها، وأنبت لك حدائقَ ذاتَ بهجةٍ، وبساتين فيها من كلِّ زوجٍ بهيجٍ، ونخلاً باسقاتٍ له طلعٌ نضيدٌ، ونجوماً لامعاتٍ، وخمائل وجداول، ولكنَّك تحزن!!

لا تحزنْ: فأنت تشربُ الماء الزلال، وتستنشقُ الهواء الطَّلْق، وتمشي على قدميْك معافى، وتنام ليلكَ آمناً.

<<  <   >  >>