للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَرْبَاب الْأَدَب من التشبيهات العقم وَهِي الَّتِي لم يسْبق إِلَيْهَا وَلَا يقدر أحد عَلَيْهَا مُشْتَقّ من الرّيح الْعَقِيم وَهِي الَّتِي لَا تلقح شَجَرَة وَلَا تنْتج ثَمَرَة وَقد شبه بَعضهم من يفرك يَدَيْهِ ندامة بِفعل الذُّبَاب وزاده اللَّطْم فَقَالَ (الْكَامِل)

(فعل الأديب إِذا خلا بهمومه ... فعل الذُّبَاب يرن عِنْد فَرَاغه)

(فتراه يفرك راحتيه ندامة ... مِنْهُ ويتبعها بلطم دماغه)

\ وعنترة هُوَ عنترة الْعَبْسِي بن شَدَّاد بن عَمْرو بن قراد قَالَ الْكَلْبِيّ شَدَّاد جده غلب على اسْم أَبِيه وَإِنَّمَا هُوَ عنترة بن عَمْرو بن شَدَّاد وَقَالَ غَيره شَدَّاد

عَمه تكفله بعد موت أَبِيه فنسب إِلَيْهِ وَيُقَال إِن أَبَاهُ ادَّعَاهُ بعد الْكبر وَذَلِكَ أَنه كَانَ لأمة سَوْدَاء يُقَال لَهَا زبيبة وَكَانَت الْعَرَب فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا كَانَ لأَحَدهم ولد من أمة استعبده وَكَانَ لعنترة إخْوَة من أمه عبيد وَكَانَ سَبَب ادِّعَاء أبي عنترة إِيَّاه أَن بعض أَحيَاء الْعَرَب أَغَارُوا على قوم من بني عبس فَأَصَابُوا مِنْهُم فَتَبِعهُمْ العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم وَفِيهِمْ عنترة فَقَالَ لَهُ أَبوهُ كرّ يَا عنترة فَقَالَ العَبْد لَا يحسن الْكر إِنَّمَا يحسن الحلاب والصر قَالَ كرّ وانت حر فَقَاتلهُمْ واستنقذ مَا فِي أَيدي الْقَوْم من الْغَنِيمَة فَادَّعَاهُ أَبوهُ بعد ذَلِك وَهُوَ أحد أغربة الْعَرَب وهم ثَلَاثَة وَالثَّانِي خفاف كغراب وَاسم أمه ندبة كتمرة وَالثَّالِث السليك بِالتَّصْغِيرِ وأسم أمه السلكة بِضَم فَفتح وَأُمَّهَات الثَّلَاثَة سود وَكَانَ عنترة أَشْجَع أهل زَمَانه وأجودهم بِمَا ملكت يَده وَكَانَ شهد حَرْب داحس والغبراء وحمدت مشاهده فِيهَا وَقتل فِيهَا ضمضما المري

<<  <  ج: ص:  >  >>