للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى أَبُو خَليفَة الدّينوريّ فِي كتاب النَّبَات وَتَبعهُ ابْن دُرَيْد فِي الجمهرة: أَبَا خراشة أما كنت ذَا نفرٍ وَعَلَيْهَا فَلَا شَاهد فِي الْبَيْت وَمَا زَائِدَة. وَهَذِه الرِّوَايَة تؤيّد قَول الكوفييّن الْقَائِلين إِن الْمَفْتُوحَة شرطيّة يجازى بهَا.

وَمن الغرائب مَا نَقله صَاحب نفحات الأرج فِي شرح أَبْيَات الْحجَج عَن الأصمعيّ أنّ الْعَرَب تجازي بأنت فَتَقول: مَا أَنْت منطلق أَنطلق مَعَك. وَهَذَا نَادِر وَلَا يعْتَبر فَإِن المجازاة لَا تقع إلاّ على الْفِعْل وأمّا الْأَسْمَاء فإنّها لَا يصحّ عَلَيْهَا المجازاة. كَذَا فِي شرح أَبْيَات الموشح. والنَّفر قَالَ الفرّاء: نفر الرجل: رهطه وَيُقَال لعدّة من الرّجال من ثَلَاثَة إِلَى عشرَة وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُور. والضّبع قَالَ حَمْزَة الْأَصْبَهَانِيّ فِي أَمْثَاله الَّتِي على وزن أفعل عِنْد قَوْله: أفسد من الضّبع: إِنَّهَا إِذا وَقعت فِي الْغنم عاثت وَلم تكتف بِمَا يَكْتَفِي بِهِ الذِّئْب. وَمن إفسادها وإسرافها فِيهِ استعارت الْعَرَب اسْمهَا للسّنة المجدبة فَقَالُوا: أكلتنا الضبع.

وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: لَيْسَ يُرِيدُونَ بالضّبع السّنة وإنّما هُوَ أنّ النَّاس إِذا أجدبوا ضعفوا عَن الِانْتِصَار وَسَقَطت قواهم فعاثت فيهم الضباع والذّئاب فأكلتهم وَمِنْه قَوْله: أَبَا خراشة أما أَنْت ذَا نفر ... ... ... ... الْبَيْت

<<  <  ج: ص:  >  >>