للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَتله رجلٌ من بني أَسد ففخر المرّار بقتْله. وَبشر هُوَ من بني بكر بن وَائِل.

وأرخصت البضوعا أَي: أرخصت الضَّرْبَة اللَّحْم على الطير. والبضوع: جمع بضعَة ويروى البضيعا وَهُوَ اللَّحْم.

وَزعم بعض الروَاة أَنه يُرِيد بالبضوع بضوع نِسَائِهِ أَي: نكاحهنّ يَقُول: لما قَتَلُوهُ سبوا نساءة فنكحوهنّ بِلَا مهر. والبضوع: النِّكَاح. وَالتَّفْسِير الأوّل أعجب إليّ.

قَالَ أَبُو مُحَمَّد الأعرابيّ الْأسود فِي فرحة الأديب وَقد تقدّمت تَرْجَمته فِي أوّل الْكتاب: مَا أَكثر مَا يرجّح ابْن السيرافيّ الرَّدِيء على الجيّد والزائف على الْجَائِز وَذَلِكَ أَنه مَال إِلَى القَوْل بِأَن البضوع هُنَا اللَّحْم ولعمري أنّها لَو كَانَت لُحُوم المعزى وَالْإِبِل لجَاز أَن يَقع عَلَيْهَا الرّخص والغلاء وَهَذِه غباوة تَامَّة.

وَالصَّوَاب لّما قَتَلُوهُ عرضوا نِسَاءَهُ للسّباء لِأَنَّهُ لم يبْق لهنّ من يحميهنّ ويذود عنهنّ. ثمَّ إنّه لم يذكر قَاتل بشر من أيّ قبائل بني أَسد كَانَ وَإِذا لم يعرف حَقِيقَة هَذَا وَلم يدر لأيّ شَيْء افتخر المرّار بذلك.

وقاتله سبع بن الحسحاس الفقعسيّ وَرَئِيس الْجَيْش بني أَسد ذَلِك الْيَوْم خَالِد بن نصلة الفقعسيّ وَهَذَا جدّ المرّار بن سعيد بن حبيب بن خَالِد بن نَضْلَة. انْتهى وَمن الْعَجَائِب قَول العينيّ: أَرَادَ ببشر بن عَمْرو وَكَانَ قد جرح وَلم يعلم جارحه يَقُول: أَنا ابْن الَّذِي ترك بشرا بِحَيْثُ تنْتَظر الطُّيُور أَن تقع عَلَيْهِ إِذا مَاتَ هَذَا كَلَامه.

وليت شعري كَيفَ يفتخر الشَّاعِر بقتيل جهل قَاتله فَإِن قلت: فعلى قَول الْأسود الأعرابيّ)

قَاتله سبع بن الحسحاس كَيفَ افتخر المرّار بِهِ مَعَ أَنه لَيْسَ بأب من آبَائِهِ وَلَا مّمن ينتسب إِلَيْهِ قلت: افتخاره بجده خَالِد بن نَضْلَة فَإِنَّهُ كَانَ أَمِير الْجَيْش وسبعٌ الْمَذْكُور كَانَ من أَفْرَاد عسكره ومأموراً لَهُ وَالْفِعْل لسبع وَالِاسْم لخَالِد.

<<  <  ج: ص:  >  >>