للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَوله: كَأَنَّهَا أَي: كأنّ خرقاء أمّ غزال ساجٍ طرفه والسّاجي: السَّاكِن للحداثة. وأخذلها أَي: خلّفها عَن قطيعها فأقامت عَلَيْهِ فخذلت هِيَ بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول وَهِي خاذل وَهُوَ خاذل. والْمُسْتَوْدع فَاعل أخذلها وَهُوَ اسْم مفعول أَرَادَ بِهِ الغزال يَقُول: استودعته أمّه خمر الوعساء خوفًا عَلَيْهِ. والوعساء: الأَرْض الليّنة لَا يبلغ تربها أَن يكون رملاً. وَيُقَال الوعساء رابيةٌ من رمل.

والْخمر بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْمِيم: الشّجر السَّاتِر. ومرخوم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي: مَحْبُوب يُقَال: ألْقى عَلَيْهِ رخمته وَإِن عَلَيْهِ الرَّحْمَة بِالتَّحْرِيكِ أَي: محبّة.

وَقَوله: كأنّه أَي: كأنّ الغزال فِي وَقت الضّحى سَكرَان رَمَاه على الصَّعِيد الْخمر. والصَّعِيد: الأَرْض. والدبّابة: الْخمر وَإِنَّمَا شبّه الغزال فِي ضعفه وَغَلَبَة النعاس عَلَيْهِ وفتور عِظَامه بالسّكران الَّذِي غلبت عَلَيْهِ الْخمر.

وَقَوله: لَا ينعش الطّرف الخ فَاعل ينعش ضمير ساجي الطّرف وَهُوَ الغزال والطرف مَفْعُوله ونعش كرفع معنى ووزناً ومضارعهما مقتوح الْعين.

وَرُوِيَ أَيْضا: لَا يرفع الطّرف: يصفه بِكَثْرَة النّوم لأنّه يغلب على الطِّفْل لرطوبة مزاجه. يَقُول: لَا يرفع طرفه وَلَا جفن عينه من شدّة نعاسه إلاّ أَن تَأتي إِلَيْهِ أمّه فَيسمع حسّها أَو صَوتهَا فَعِنْدَ ذَلِك ينتعش وَيقوم. والتخوّن: التعهد يُقَال للحمّى: تتخوّن فلَانا أَي: تتعهده وأصل التخوّن التنقصّ وَيُقَال: تخوّنني فلانٌ حقّي إِذا تنقّصك.

قَالَ الجوهريّ: يَقُول: الغزال ناعس لَا يرفع طرفه إِلَّا أَن تَجِيء أمّه وَهِي المتعهدة لَهُ وَيُقَال: إلاّ مَا تنقّصه نَومه دُعَاء أمّه لَهُ. وتخوّنه فعل مَاض فَاعله داعٍ المُرَاد بِهِ أمّه.

وَأَخْطَأ المظفريّ فِي شرح المفصا حَيْثُ قَالَ: تخوّنه فعل مضارع حذف مِنْهُ التَّاء وداع بدل من الضَّمِير فِي تخوّنه وَهِي الظّبية. انْتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>