للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتجد معنى الْمَكْسُورَة كمعنى الْمَفْتُوحَة ويؤكد فِي الْمَوْضِعَيْنِ كليهمَا قيام زيد لَا محَالة وَالْقِيَام مصدر كَمَا ترى. نعم وَتَأْتِي هُنَا بِصَرِيح الِابْتِدَاء فَتَقول: علمت لزيد أفضل مِنْك كَمَا تَقول: علمت أَن زيدا أفضل مِنْك.

أَفلا ترى إِلَى تجاري هَذِه التراكيب إِلَى معنى وَاحِد وتناظر بَعْضهَا إِلَى بعض. وَسبب ذَلِك كُله مَا ذكرته لَك من مشابهة أَن لإن لفظا وَعَملا. فَإِذا كَانَ كَذَلِك سقط اعْتِرَاض هَذَا الْمُتَأَخر على مَا أوردهُ سِيبَوَيْهٍ وَأسْقط كلفته عَنهُ.

-

وَيزِيد فِيمَا نَحن عَلَيْهِ وضوحاً قَوْله فِيمَا بعد: وَلَا أنني بِالْمَشْيِ فِي الْقَيْد أخرق فَعَاد إِلَى أَن الْبَتَّةَ. انْتهى كَلَام ابْن جني.

والبيتان من أَبْيَات سَبْعَة لجَعْفَر بن علبة الْحَارِثِيّ أوردهَا أَبُو تَمام فِي أول الحماسة وَهِي:

(عجبت لمسراها وأنى تخلصت ... إِلَيّ وَبَاب السجْن دوني مغلق)

(عجبت لمسراها وسرب أَتَت بِهِ ... بعيد الْكرَى كَادَت لَهُ الأَرْض تشرق)

(ألمت فحيت ثمَّ قَامَت فودعت ... فَلَمَّا تولت كَادَت النَّفس تزهق)

(فَلَا تحسبي أَنِّي تخشعت بعدكم ... لشَيْء وَلَا أَنِّي من الْمَوْت أفرق)

(وَلَا أَن نَفسِي يزدهيها وعيدكم ... وَلَا أنني بِالْمَشْيِ فِي الْقَيْد أخرق)

(وَلَكِن عرتني من هَوَاك ضمانة ... كَمَا كنت ألْقى مِنْك إِذْ أَنا مُطلق)

<<  <  ج: ص:  >  >>