للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على أَن حذف التَّنْوِين من ذَاكر الله لضَرُورَة الشّعْر فَإِن ذَاكِرًا بِالنّصب والتنوين مَعْطُوف على غير وَلَفظ الْجَلالَة مَنْصُوب بذاكراً وَلَو كَانَ مُضَافا إِلَى الْجَلالَة لَكَانَ حذف التَّنْوِين وَاجِبا لَا ضَرُورَة.

وَإِنَّمَا آثر حذف التَّنْوِين للضَّرُورَة على حذفه للإضافة لإِرَادَة تمثل المتعاطفين فِي التنكير والتنوين يحذف وجوبا للإضافة نَحْو: غلامك ولشببها نَحْو: لَا مَال لزيد إِذا لم تقدر اللَّام مقحمة فَإِن قدرت فَهُوَ مُضَاف ولدخول أل كَالرّجلِ ولمانع الصّرْف نَحْو: فَاطِمَة وللوقف فِي غير النصب وللاتصال بالضمير نَحْو: ضاربك فِيمَن قَالَ إِنَّه غير مُضَاف وللبناء فِي

النداء وَغَيره نَحْو: يَا رجل وَلَا رجل وَلكَون الِاسْم علما مَوْصُوفا بِابْن كَمَا فِي الشَّرْح. وحذفه فِي غير ذَلِك فَإِنَّمَا سَببه مُجَرّد التقاء الساكنين وَهُوَ غير جَائِز إِلَّا فِي الشّعْر.

وَقد نَص سِيبَوَيْهٍ عَلَيْهِ فِي بَاب الَّذِي تَرْجَمته بَاب من اسْم الْفَاعِل جرى مجْرى الْفِعْل الْمُضَارع فِي الْمَفْعُول فِي الْمَعْنى قَالَ: وَزعم عِيسَى أَن بعض الْعَرَب ينشد هَذَا الْبَيْت: فَأَلْفَيْته غير مستعتبٍ الْبَيْت لم يحذف التونين اسْتِخْفَافًا ليعاقب الْمَجْرُور وَلكنه حذفه لالقتاء الساكنين. وَذَا اضطرار.

قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ حذف التَّنْوِين من ذَاكِرًا لالتقاء الساكنين وَنصب مَا بعده وَإِن كَانَ الْوَجْه إِضَافَته وَفِي حذف تنوينه لالتقاء الساكنين وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن يشبه بِحَذْف النُّون الْخَفِيفَة إِذا لقيها سَاكن كَقَوْلِك: اضْرِب الرجل يُرِيد: اضربن الرجل.

وَالْوَجْه الثَّانِي: أَن يشبه بِمَا حذف تنوينه من الْأَسْمَاء الْأَعْلَام إِذا وصف بِابْن مُضَاف إِلَى علم.

وَأحسن مَا يكون حذف التَّنْوِين للضَّرُورَة فِي مثل قَوْلك: هَذَا زيد الطَّوِيل لِأَن النَّعْت والمنعوت كالشيء الْوَاحِد يشبه الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ انْتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>