للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال ابن عباس: النهر السعة، واستشهد بقول "لبيد بن ربيعة".

ملكتُ بها كَفَّى فأنهرتُ فَتْقَها. . . يَرى قائمٌ مِنْ دونِها ما وراءها

(تق، ك، ط)

= الكلمة من آية القمر ٥٤:

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ}

وجاء نَهَر، واحد الأنهار، مفرداً في آيتى البقرة ٢٤٩ والكهف ٣٣.

وأما أنهار، جمعاً، فجاء إحدى وخمسين مرة.

ذهب الفراء في آية القمر، أن معنى نهر: أنهار، وهو في مذهبه كقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} . ونقل فيه عن الكسائي أن معنى نهر الكثير. وقيل: في ضياء وسعة وسمع بعض العرب ينشد

*إن تك ليليَّا فإنى نهِر* أي صاحب نهار (معاني القرآن ٣ / ١١١) وهو من شواهد الطبري والقرطبي.

وتفسير ابن عباس النهر في آية القمر بالسعة، منظور فيه، كما قال الراغب في (المفردات) إلى التشبيه بنهر الماء. ويقال: أنهر الماء جرى. وأنهرتُه أجريته.

ويبقى للنهر مع هذه الدلالة المجازية على السعة، ملحظً من خير ونعمة، في حِسَّ العربية للنهر واحد الأنهار، مياها عذبة. ويضفى عليها القرآن معنى البركة والخير في الجنة {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} وهو الغالب على الاستعمار القرآني.

<<  <   >  >>