للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسل، أي حرام (١ / ٣٣٩) وهو في الأضداد لابن الأنباري يقال: للحلال والحرام (٣٠ / ٦٣) وفي مجاز أبي عبيدة: {أَنْ تُبْسَلَ} أي ترتهن وتسلم. . . [الآية] : {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا} (١ / ١٩٤) .

الأقرب في البسل أن يكون، من حبس ارتهان حرموا به الثواب كما قال الراغب، ومنه قولهم للمحروم والمرتهن مبسل.

* * *

٧٥ - {أَفَلَتْ}

وسأل ابن الأزرق عن قوله تعالى: {فَلَمَّا أَفَلَتْ}

فقال ابن عباس: زالت عن كبد السماء. وضاهده قول كعب بن مالك:

فتغيَّر القمرُ المنير لفقدِه. . . والشمسُ قد كُسفَتْ وكادت نأفُلُ

= الكلمة من آية الأنعام ٧٨، في إبراهيم عليه السلام:

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (٧٧) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}

وفيما عدا هذه الآيات، لم ترد المادة في القرآن الكريم.

وتفسير أفول الشمس بزوالها عن كبد السماء، هو من قبيل الشرح على وجه التقريب، فلا يفوتنا معه لمحُ ما في الأفول من دلالة الغروب. والقرآن لم يستعمله إلا في النيرات: الكوكب والقمر والشمس، إذ يغيب ضوؤها في مغيب الغروب. وفي مجاز القرآن لآبي عبيدة: {فَلَمَّا أَفَلَ} اي غاب (١ / ١٩٩) وفي الغريبين للهروى: {لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} أي التي تغيب، يقال أفلتى النجوم إذا غابت (١ / ٥٩) ولعله منقول من الآفل: المرضع ذهب لبنها.

* * *

<<  <   >  >>