للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصادر الأخرى تذكر أن ذلك لأسباب تتعلق بموقفهم من خلافة الشيخين، يقول أبو الحسن الأشعري: "وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر" (١) .

ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية قول الأشعري هذا وعقب عليه بقوله: "قلت: الصحيح أنهم سموا رافضة لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما خرج بالكوفة أيام هشام بن عبد الملك" (٢) . وهذا الرأي لابن تيمية يعود لرأي الأشعري، لأنهم ما رفضوا زيداً إلا لما أظهر مقالته في الشيخين ومذهبه في خلافتهما (٣) ، فالقول بأنهم سموا رافضة لرفضهم زيداً أو لرفضهم مذهبه ومقالته مؤداهما- في نظري - واحد. إلا أن شيخ الإسلام راعى الناحية التاريخية، في ملاحظته على الأشعري، ذلك أن رفض إمامة أبي بكر وعمر قد وجدت عند بعض فرق الشيعة كالسبئية ونحوها قبل خلافهم مع زيد، ولكن لم يلحقهم هذا الاسم (الرافضة) ولم يوجد إلا بعدما أعلنوا مفارقتهم لزيد لترضيه عن الشيخين وتسمية زيد لهم بالرافضة.

هذا وهناك أقوال أخرى في سبب تسميتهم بالرافضة (٤) . على أن هناك من


= ذلك حنق الشيعة، واستحلال الولاة لدمائهم كما تذكره رواية الشيعة (تاريخ الإمامية: ص٧٥)
(١) مقالات الإسلاميين: ١/٨٩، وانظر أيضاً في سبب التسمية بالرافضة: الشهرستاني/ الملل والنحل: ١/١٥٥، الرازي/ اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص٧٧، والإسفراييني/ التبصير في الدين ص٣٤، الجيلاني/ الغنية: ١/٧٦، ابن المرتضى/ المنية والأمل ص:٢١
(٢) منهاج السنة: ٢/١٣٠
(٣) راجع: تاريخ الطبري: ٧/١٨٠-١٨١، ابن الأثير/ الكامل: ٤/٢٤٦، ابن كثير/ البداية والنهاية: ٩/٣٢٩-٣٣٠، ابن العماد الحنبلي/ شذرات الذهب: ١/١٥٨، تاريخ ابن خلدون: ٣/٩٩
(٤) فقيل: "سموا رافضة".. لتركهم نصرة النفس الزكية (ابن المرتضى/ المنية والأمل: ص٢١، وانظر هامش رقم ١ ص ١١١) ، وقيل: لتركهم محبة الصحابة (علي القاري/ شم العوارض في ذم الروافض، الورقة ٢٥٤ب (مخطوطة) ، وقيل: لرفضهم دين الإسلام (انظر: الإسكوبي/ الرد على الشيعة: الورقة ٢٣ (مخطوط) ، وانظر: محي الدين عبد الحميد/ هامش مقالات الإسلاميين: ١/٨٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>