للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الكوفة" (١) .

فالتشيع لم يجد موطناً في بلاد الإسلام إلا في الكوفة لبعدها عن العلم وأهله (٢) . وهذا من آثار ابن سبأ، فقد كان له نشاط مبكر في الكوفة، وما غادرها حتى ترك فيها خلية تعمل على نهجه (٣) .

وقد لاحظ شيخ الكوفة وعالمها أبو إسحاق السبيعي (ت١٢٧هـ‍) التغير الذي طرأ على هذه البلدة، فقد غادر الكوفة وهم على السنة، لا يشك أحد منهم في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما، ولكنه حينما عاد إليها وجد فيها ما ينكر من القول "بالرفض" (٤) .

ثم ما لبث أن سرى داء الرفض إلى العالم الإسلامي حتى يذكر بعض الباحثين بأن الشيعة يشكلون عشرة في المائة من مجموع المسلمين اليوم (٥) .

ودعاة التشيع في العصر يشكون خلايا سرية نشطة تسرح في العالم الإسلامي لنشر الرفض بموجب خطة مدروسة، وتموين مالي من الحوزات العلمية التي تستمد رصيدها المالي من عرق وجهد أولئك الأتباع الأغرار الذين خدرت أفكارهم، وشحنت عواطفهم بتلك الدعوى الجميلة الخادعة "حب آل البيت" والتي ليس لشيوخ الشيعة نصيب منها إلا الاسم والدعوى، فاستولوا على الأموال الكبيرة باسم خمس الإمام، وهذه الخلايا السرية تتخذ شعارات أشبه ما تكون بشعارات الماسونية فهي تارة ترفع شعار "التقريب بين المذاهب الإسلامية" (٦) . وأخرى باسم "جمعية أهل البيت" (٧) .


(١) بحار الأنوار: ٦٠/٢٠٩، ١٠٠/٢٥٩، وعزاه إلى بصائر الدرجات
(٢) انظر: مقدمة الرسالة: ص٦
(٣) انظر: سليمان العودة/ عبد الله بن سبأ: ص٤٩
(٤) انظر: ص (٥٤)
(٥) روم لاندو/ الإسلام والعرب: ص٩٥
(٦) انظر: فكرة التقريب ص٥١١
(٧) انظر: فكرة التقريب ص٥١٤

<<  <  ج: ص:  >  >>