للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما توجد هذه المقالة أيضاً في طائفة من كتبهم المعتمدة كرجال الكشي (١) ، وعلل الشرائع (٢) ، والمحاسن (٣) ، ووسائل الشيعة (٤) ، وغيرها.

فماذا يعنون بهذه العقيدة: أيعنون بذلك أن النص القرآني لا يمكن أن يحتج به إلا بالرجوع لقول الإمام؟ وهذا يعني أن الحجة هي في قول الإمام لا قول الرحمن، أم يعنوان أن القرآن لا يؤخذ بنظامه إلا بقوة السلطان وهو القيم على تنفيذه؟ ولكن ورد عندهم في تتمة النص ما ينفي هذا الاحتمال وهو قولهم: "فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ، والقدري، والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم" (٥) .

ومعنى هذا أن قول الإمام هو أفصح من كلام الرحمن، ويظهر من هذا أنهم يرون أن الحجة في قول الإمام لأنه الأقدر على البيان من القرآن، ولهذا سموه بالقرآن الصامت وسمو الإمام بالقرآن الناطق، ويروون عن علي أنه قال: "هذا كتاب الله الصامت وأنا كتاب الله الناطق" (٦) . وقال: "ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم أخبركم عنه ... " (٧) .

ويقولون - في رواياتهم -: "وعليٌّ تفسير كتاب الله" (٨) ، ومرة أخرى يدعون بأن الائمة هم القرآن نفسه (٩) ، وحيناً يزعمون بأن القرآن لم يفسر إلا لرجل


(١) رجال الكشي: ص٤٢٠
(٢) الصدوق/ علل الشرائع: ص ١٩٢
(٣) البرقي/ المحاسن: ص ٢٦٨
(٤) الحر العاملي/ وسائل الشيعة: ١٨/١٤١
(٥) الحر العاملي/ وسائل الشيعة: ١٨/١٤١
(٦) الحر العاملي/ الفصول المهمة: ص ٢٣٥
(٧) أصول الكافي: ١/٦١
(٨) البحار: ٣٧/٢٠٩، الطبرسي/ الاحتجاج: ص ٣١-٣٣، البروجودي/ تفسير الصراط المستقيم: ٣٠/٢٠
(٩) ولهذا نجدهم يفسرون قوله سبحانه: {.. وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ..} يقولون: النور: علي والأئمة عليهم السلام (فالأئمة بناء على هذا أنزلوا من السماء إنزالاً) الكافي: ١/١٩٤، =

<<  <  ج: ص:  >  >>