للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخر النوري الطبرسي: "وقد صرح (يعني القمي) بهذا المعتقد في أول تفسيره وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله ألا يذكر فيه إلا مشايخه وثقاته" (١) . ومع أن هذا الكتاب قد ملئ بهذه الزندقة فإن كبير علماء الشيعة اليوم "الخوئي" يوثق روايات القمي كلها - كلما سلف - (٢) .

ومن بعد القمي جاء تلميذه الكليني المتوفى سنة (٣٢٨هـ‍) أو (٣٢٩هـ‍) الملقب عند الشيعة بـ"ثقة الإسلام" ومؤلف أصح كتاب من كتبهم الأربعة المعتمدة في الرواية عندهم.

وقد روى الكليني في الكافي من أخبار هذه الأسطورة الشيء الكثير (٣) . مع أنه التزم الصحة فيما يرويه (٤) ، ولهذا قرر الكاتبون عنه عن الشيعة: "أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول كتابه أنه يثق بما رواه" (٥) . والكافي للكليني عند شيوخ الرافضة في أعلى درجات الصحة، لأن الكليني كان معاصراً للسفراء الأربعة الذين يدعون الصلة بمهديهم الغائب المنتظر، ولهذا كان التحقيق من صحة مدوناته أمر ميسوراً له لأنه يعيش معهم في بلد


(١) الطبرسي/ فصل الخطاب الورقة (١٣) (النسخة المخطوطة) وص ٢٦ من المطبوعة
(٢) انظر نص ذلك عن الخوئي في مقدمة هذه الرسالة، أو معجم رجال الحديث للخوئي: ١/٦٣
(٣) انظر: أصول الكافي، باب فيه نكت ونتف في التنزيل في الولاية من الجزء الأول ص ٤١٣ وما بعدها، وأرقام هذه الروايات كالتالي: ٨، ٢٣، ٢٥، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٣١، ٣٢، ٤٥، ٥٨، ٥٩، ٦٠، ٦٤.
وانظر: الجزء الثاني من الكافي باب أن القرآن يرفع كما أنزل ص ٦١٩ رقم ٢، وباب النوادر ص٦٢٧ وما بعدها رقم: ٢، ٣، ٤، ٢٣، ٢٨، وهذه الروايات المشار إليها صريحة في القول بهذا الافتراء ويبعد حملها أو يتعذر على أنها من قبيل التفسير أو القراءات
(٤) انظر: مقدمة الكافي: ص٩، وتفسير الصافي المقدمة السادسة ص ٥٢، ط: الأعلمي بيروت، وص١٤ ط: المكتبة الإسلامية بطهران
(٥) الكاشاني/ تفسير الصافي/ المقدمة السادسة ص ٥٢، ط: الأعلمي، وص١٤ ط: طهران

<<  <  ج: ص:  >  >>