للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطأ لأن الإمام معصوم.

والإلهام ليس هو الوسيلة الوحيدة في هذا، كما حاول أن يلطف من الأمر ذلك الشيعي المعاصر الذي نقلنا كلامه آنفاً، بل صرح صاحب الكافي في أن هناك طرقاً أخرى غيره، حيث ذكر في بعض رواياته أن من وجوه علوم الأئمة "النقر في الأسماع" من قبل الملك، وفرّق بين هذا والإلهام حيث قال: "وأما النكت في القلوب فإلهام، وأما النقر في الأسماع فأمر الملك" (١) .

إذن هناك وسيلة أخرى غير الإلهام، وهو نقر في الأسماع بتحديث الملك (٢) ، وهو يسمع الصوت ولا يرى الملك كما جاء في الروايات الأربع في باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث من أصول الكافي، وكلها قالت: إن "الإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص" (٣) . وذكر صاحب البحار (١٥) رواية في هذا المعنى في باب عقدة بعنوان: "باب أنهم محدثون مفهمون" (٤) .

ولكن كيف يعلم أنه كلام الملك وهو لا يراه؟ قال إمامهم: "إنه يعطى السكنية والوقار حتى يعلم أنه كلام الملك" (٥) .

ثم بعد أبوابٍ عدة يعود صاحب الكافي ينقض ما قرره في الروايات السابقة، ويثبت تحقيق رؤية الإمام للملك في روايات أربع في باب عقده بعنوان: "باب الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم، وتأتيهم بالأخبار عليهم السلام" (٦) ، ثم ما تلبث أن تزيد هذه الروايات الأربع، لتصل إلى ست وعشرين رواية عند


(١) أصول الكافي: ١/٢٦٤
(٢) المازندراني/ شرح جامع (على الكافي) : ٦/٤٤
(٣) انظر: أصول الكافي: ١/١٧٦-١٧٧، وقد صحح هذه الروايات صاحب الشافي شرح الكافي: ٣/٢٩
(٤) المجلسي: ٢٦/٧٣ وما بعدها
(٥) أصول الكافي: ١/٢٧١، بحار الأنوار: ٢٦/٦٨، الصفار/ بصائر الدرجات ص: ٩٣
(٦) أصول الكافي: ١/٣٩٣-٣٩٤

<<  <  ج: ص:  >  >>