للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقوله الظالمون علوًا كبيرًا - يزور قبور الأئمة مع الشيعة، ففي البحار للمجلسي "إنّ قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون" (١) .

كبرت كلمة تخرج من أفواههم، وتسطرها أقلامهم، إن يقولون إلا كذبًا.

[مناسك المشاهد]

زيارة الأضرحة فريضة من فرائض مذهبهم (٢) ، يكفر تاركها (٣) . وقد عقد لذلك المجلسي بابًا بعنوان: "باب أن زيارته (٤) . واجبة مفترضة مأمور بها، وما ورد من الذم والتأنيب والتوعد على تركها" وذكر فيه (٤٠) حديثًا من أحاديثهم (٥) .

ومن هنا وضعوا لها مناسك كماسك الحج إلى بيت الله الحرام.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد صنف شيخهم ابن النعمان المعروف عندهم بالمفيد كتابًا سماه "مناسك المشاهد" جعل قبور المخلوقين تحج كما تحج الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قيامًا للناس، وهو أول بيت وضع للناس، فلا يطاف إلا به ولا يصلى إلا إليه ولم يأمر إلا بحجه" (٦) .

ولكن كشف لنا اليوم شيخهم أغا بزرك الطهراني في كتابه "الذريعة" أن ما صنفه شيوخهم في المزار ومناسكه قد بلغ ستين كتابًا (٧) ، كلها ألفت لإرساء


(١) بحار الأنوار: ١٠٠/٢٥٨
(٢) انظر روايات ذلك في تهذيب الأحكام للطوسي: ٢/١٤، وفي كامل الزيارات لابن قولويه ص١٩٤، ووسائل الشيعة للحر العاملي: ١٠/٣٣٣-٣٣٧
(٣) ففي الوسائل "عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عمن ترك الزيارة زيارة قبر الحسين عليه السلام من غير علة، فقال: هذا رجل من أهل النار". (وسائل الشيعة: ١٠/٣٣٦-٣٣٧، كامل الزيارات: ص١٩٣)
(٤) يعني: زيارة الحسين
(٥) انظر: بحار الأنوار: ١٠١/ ١-١١
(٦) منهاج السنة: ١/١٧٥، مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ١٧/٤٩٨
(٧) انظر: الذريعة: ٢٠/٣١٦-٣٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>