للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحين قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "إن أكثر الشيعة يعتقدون أن حب علي حسنة لا يضر معها سيئة" (١) .

رد عليه بعض شيوخهم وآياتهم في هذا العصر فقال: "ما نسبه إلى كثير من الشيعة من القول بأن حب علي حسنة ليس يضر معه سيئة، فإنه بهتان منه، فإنهم جميعًا متفقون على ذلك، فتخصيصه الكثير منهم بهذه العقيدة ليس له وجه سوى الكذب" (٢) .

قال شيخ الإسلام: "وإذا كانت السيئات لا تضر مع حب علي، فلا حاجة إلى الإمام المعصوم الذي هو لطف في التكليف، فإنه إذا لم يوجد إنما توجد سيئات ومعاص، فإذا كان حب علي كافيًا فسواء وجد الإمام أو لم يوجد" (٣) . فصارت مسألة إمامة المعصوم المبنية على قاعدة اللطف منقوضة بمسألة المحبة المجردة، وكل قول عندهم لابد أن يهدم قولاً آخر وهكذا الشأن في كل دين ليس من عند الله سبحانه.

ولعلهم يفارقون المرجئة من حيث إن المرجئة تقول: الإيمان هو المعرفة بالله، وهم يقولون: الإيمان معرفة الإمام أو حبه.

وأخبارهم في هذا الباب كثيرة في عشرات من الأحاديث، فقد جاء عندهم "وهل الدين إلا الحب" (٤) . وذكر المجلسي (١٥٤) رواية في باب بعنوان: "باب ثواب حبهم وولايتهم وأنهم أمان من النار" (٥) ، كما جاء في عنوان آخر: "أن ولايته (يعني عليًا) عليه السلام حصن من عذاب الجبار، وأنه لو اجتمع الناس على حبه ما خلق الله النار" (٦) ، وجاء في أحاديثهم "لا يدخل الجنة إلا من أحبه


(١) منهاج السنة: ١/٣١
(٢) محمد مهدي الكاظمي/ منهاج الشريعة في الرد على ابن تيمية: ١/٩٨
(٣) منهاج السنة: ١/٣١
(٤) تفسير العياشي: ١/١٦٧، بحار الأنوار: ٢٧/٩٥
(٥) بحار الأنوار: ٢٧/٧٣-١٤٤
(٦) بحار الأنوار: ٣٩/٣٢

<<  <  ج: ص:  >  >>