للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن العدد الذي تستثنيه الرافضة من حكمها العام بالتكفير لم أجد من أشار إليه بما يتفق مع ما جاء في كتب الاثني عشرية، فيقول عبد القاهر البغدادي: "وأما الإمامية فقد زعم أكثرهم (١) . أن الصحابة ارتدت بعد النبي صلى الله عليه وسلم سوى علي وابنيه ومقدار ثلاثة عشر منهم".

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن الرافضة تقول: إن المهاجرين والأنصار كتموا النص، فكفروا إلا نفرًا قليلاً.. إما بضعة عشر أو أكثر، ثم يقولون: إن أبا بكر وعمر ونحوهما مازالا منافقين. وقد يقولون: بل آمنوا ثم كفروا" (٢) .

وستجد أن العدد الذي تستثنيه الاثني عشرية أقل مما يذكرون.

هذا ما جاء في كتب أهل السنة وغيرهم حول مذهب الشيعة في الصحابة، وسنرى فيما يلي ماذا تقول الشيعة من خلال مصادرها المعتمدة عندها.

تقول كتب الاثني عشرية: إن الصحابة بسبب توليتهم لأبي بكر قد ارتدوا إلا ثلاثة، وتزيد بعض رواياتهم ثلاثة أو أربعة آخرين رجعوا إلى إمامة علي، ليصبح المجموع سبعة، ولا يزيدون على ذلك.

ولقد تداولت الشيعة أنباء هذه "الأسطورة" في المعتمد من كتبها، فسجلوا ذلك في أول كتاب ظهر لهم وهو كتاب سليم بن قيس (٣) ، ثم تتابعت كتبهم في تقرير ذلك وإشاعته وعلى رأسها الكافي (٤) . أوثق كتبهم الأربعة، ورجال الكشي (٥) . عمدتهم في كتب الرجال، وغيرها من مصادرهم كتفسير العياشي (٦) ،


(١) تلحظ أن عبد القاهر لا يعمم هذا المذهب على الإمامية كلها، وقد أشار الأشعري إلى أنهم اختلفوا في ذلك على فرقتين. (انظر: مقالات الإسلاميين: ١/١٢٨-١٢٩)
(٢) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٣/٣٥٦
(٣) انظر: كتاب سليم بن قيس: ص٧٤-٧٥
(٤) الكليني/ الكافي: ٢/٢٤٤
(٥) رجال الكشي: ص٦، ٧، ٨، ٩، ١١
(٦) تفسير العياشي: ١/١٩٩

<<  <  ج: ص:  >  >>