للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلمات، والتاريخ يعيد نفسه، ففي هذا العصر خطب خطيبهم وقال: بأن مكة يحكمها شرذمة أشرَّ من اليهود (١) .

وقد كشف شيخهم المعاصر والذي علق على نصوص الكافي عن وجه هذه الكلمات، وأبان عن فحوى هذه النصوص فقال: "لعل هذا الكلام في زمن بني أمية وأتباعهم، كانوا منافقين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، والمنافقون شر من الكفار وهم في الدرك الأسفل من النار.. ويحتمل أن يكون هذا مبنيًا على أن المخالفين غير المستضعفين مطلقًا شر من سائر الكفار كما يظهر من كثير من الأخبار" (٢) .

فهو يرى أن هذا التكفير حق، ويخرج الحكم عليهم بأنهم شر من الكفار بأحد أمرين: إما باتباعهم للأمويين أي: بمقتضى مبايعتهم لخلفاء المسلمين من الأمويين، وهذا نفاق أكبر عندهم، أو لأن المخالف شر من الكافر.. وبهذا التخريج الأخير يشمل التفكير ديار المسلمين في كل الأزمان.

وقالوا أيضًا عن مصر وأهلها: "أبناء مصر لعنوا على لسان داود عليه السّلام، فجعل الله منهم القردة والخنازير" (٣) . "وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها" (٤) .

"بئس البلاد مصر! أما إنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل" (٥) .

"انتحوا مصر لا تطلبوا المكث فيها (لأنه) يورث الدياثة" (٦) .


(١) وسيأتي ذكر ذلك بنصه في فصل «دولة الآيات» من الباب الرابع ص١١٧٤
(٢) علي أكبر الغفاري/ أصول الكافي: ٢/٤٠٩-٤١٠ (الهامش)
(٣) بحار الأنوار: ٦٠/٢٠٨، تفسير القمّي: ص٥٩٦ ط: إيران
(٤) بحار الأنوار: ٦٠/ ٢٠٨-٢٠٩، قرب الإسناد: ص ٢٢٠، تفسير العياشي: ١/٣٠٤، البرهان: ١/٤٥٦
(٥) تفسير العياشي: ١/٣٠٥، بحار الأنوار:٦٠/٢١٠، البرهان: ١/٤٥٧
(٦) بحار الأنوار: ٦٠/٢١١

<<  <  ج: ص:  >  >>