للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الشيخ محمد أبو زهرة: "إنا نعتقد أن الشيعة قد تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك والوراثة، والتشابه بين مذهبهم ونظام الملك الفارسي واضح، ويزكي هذا أن أكثر أهل فارس من الشيعة، وأن الشيعة الأولين كانوا من فارس" (١) .

الثالث: حينما فتح المسلمون بلاد الفرس تزوج الحسين بن علي - رضي الله عنه - ابنه يزدجرد أحد ملوك إيران، بعدما جاءت مع الأسرى فولدت له علي بن الحسين، وقد رأى الفرس في أولادها من الحسين وارثين لملوكهم الأقدمين، ورأوا أن الدم الذي يجري في عرق علي بن الحسين وفي أولاده دم إيراني من قبل أمه ابنة يزدجرد والذي من هو من سلالة الملوك الساسانيين المقدسين عندهم (٢) ، أضف إلى ذلك أن اسم فاطمة - فيما يقال - اسم مقدس عند الفرس، لأن لها مقاماً محموداً في تاريخ الفرس القديم (٣) .

الرابع: وتلمح الأصل الفارسي أيضاً في روايات عديدة عند الاثني عشرية، تفرد سلمان الفارسي - رضي الله عنه وبرأه الله مما يفترون - بخصائص وصفات فوق مرتبة البشر، حيث جاء في أخبارهم: "أن سلمان باب الله في الأرض، من


(١) محمد أبو زهرة/ تاريخ المذاهب الإسلامية: ١/٣٨
(٢) انظر في أن أم علي بن الحسين هي ابنة يزدجرد: تاريخ اليعقوبي: ٢/٢٤٧، صحيح الكافي: ١/٥٣. وانظر في أثر ذلك: سميرة الليثي/ الزندقة والشعوبية: ص ٥٦، عبد الله الغريب/ وجاء دور المحبوس: ص ٧٧، النشار/ نشأة الفكر الفلسفي: ٢/١١، عبد الرزاق الحصان/ المهدي والمهدوية: ص ٨٢، رونلدسن/ عقيدة الشيعة: ص١٠١
(٣) لأن لفاطمة أثراً جميلاً - كما يعتقدون - في الكشف عن سمرديس المجوسي الذي استولى على عرش الكيانيين، فكانت فاطمة بطلة، وكانت فاطمة مقدسة، ولولاها لما علم شيء من أمر سمرديس المجوسي هذا، ولولاها لما دبر أبوها أوتانس وصحبه مؤامرة عليه. (انظر: عبد الرزاق الحصان/ المهدي والمهدوية: ص ٨٤، عن هيرودوتس: ٢/٤٦٢، المقدسي/ البدء والتاريخ: ٤/١٣٤، ٦/٩٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>