للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي دعاء يومي آخر للغائب المنتظر يتضمن الإقرار له بالبيعة فيقول: "اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة" (١) .

قال المجلسي: ".. ويصفق بيده اليمنى على اليسرى كتصفيق البيعة" (٢) .

كذلك منع الشيعة الجهاد مع ولي أمر المسلمين، لأنه لا جهاد إلا مع الإمام، فقد جاء في الكافي وغيره عن أبي عبد الله قال: "القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير" (٣) .

والإمام المفترض الطاعة على المسلمين منذ سنة ٢٦٠هـ‍إلى اليوم هو منتظرهم الغائب في السرداب. وما قبل سنة ٢٦٠هـ‍هم بقية الأئمة الاثني عشر، فالجهاد مع أبي بكر وعمر وعثمان وبقية خلفاء المسلمين إلى اليوم هو حرام كحرمة الميتة والدم.

وجنود الإسلام الذين يرابطون على الثغور، ويجاهدون في سبيل الله، ولا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والذين فتحوا بلاد الفرس وغيرها! ما هم في اعتقاد الشيعة إلا قتلة، الويل لهم، يتعجلون مصيرهم. روى شيخهم الطوسي في التهذيب: ".. عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال: فقال: الويل يتعجلون قتلة في الدنيا، وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم" (٤) .

فأنت ترى أن الشيعة ترى أن جهاد المسلمين على مرور التاريخ جهاد باطل لا أجر فيه ولا ثواب، حتى يصفون المجاهدين المسلمين "بالقتلة" ويجردونهم من


(١) عباس القمي/ مفتاح الجنان: ص٥٣٨
(٢) بحار الأنوار: ١٠٢/١١١، وانظر: مفتاح الجنان: ص٥٣٨-٥٣٩
(٣) فروع الكافي: ١/٣٣٤، تهذيب الأحكام: ٢/٤٥، وسائل الشيعة: ١١/٣٢
(٤) التهذيب: ٢/٤٢، وسائل الشيعة: ١١/٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>