للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فرقة (١) . وكل فرقة تكفر الأخرى، ولهذا زعم الرافضي مير باقر الداماد (٢) . أن الفرق المذكورة في حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة (٣) . هي فرق الشيعة وأن الناجية منها هي طائفته الإمامية (٤) ، وأما أهل السنة والمعتزلة وغيرهم من سائر الفرق فجعلهم من أمة الدعوة، أي ليسوا من أمة الإجابة، فهم في اعتقاده


(١) مروج الذهب: ٣/٢٢١، وانظر: الرازي/ اعتقادات فرق المسلمين: ص ٨٥
(٢) محمد باقر بن محمد الاسترابادي الشهير بداماد، من شيوخ الشيعة في الدولة الصفوية. توفي سنة (١٠٤٠هـ‍) مترجم له في: الكنى والألقاب: ٢/٢٠٦، المحبي/ خلاصة الأثر: ص ٣٠١، الحكيمي/ تاريخ العلماء: ص ٨٣
(٣) حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة هو كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: حديث صحيح مشهور في السنن والمسانيد (الفتاوى ٣/٣٤٥ جمع عبد الرحمن بن قاسم) . وقال المقبلي: حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة رواياته كثيرة يشد بعضها بعضاً بحيث لا يبقى ريبة في حاصل معناها (العلم الشامخ: ص ٤١٤) . ويلحظ أن أحاديث افتراق الأمة: منها ما لا نص فيه على الهالك، وهذه قد أخرجها أكثر المحدثين منهم أصحاب السنن إلا النسائي وغيرهم، ومنها ما فيه بيان أن واحدة ناجية والباقين هلكى، وهذه لم يخرجها من أصحاب السنن إلا أبو داود في كتاب السنة رقم (٤٥٧٣) وأخرجها الدارمي: ٢/٢٤١، وأحمد: ٤/١٠٢، والحاكم: ١/١٢٨، والآجري في الشريعة: ص١٨. ومنها: ما يحكم بنجاة كل الفرق سوى واحدة وهي الزنادقة، وهذه قد حكم عليها علماء الحديث بأنها موضوعة.
انظر: كشف الخفاء: ١/٣٦٩، والأسرار المرفوعة: ص ١٦١.
وكما أخرج أهل السنة حديث افتراق الأمة، فقد رواه الشيعة أيضاً بلفظ: "إن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة تهلك إحدى وسبعون ويتخلص فرقة، قالوا: يا رسول الله، ومن تلك الفرقة؟ قال: الجماعة الجماعة الجماعة"، وبلفظ آخر: "إن أمتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية، واثنتان وسبعون في النار" (انظر: ابن بابويه القمي/ الخصال: ٢/٥٨٤-٥٨٥) .
وليس في رواياتهم هذا التصريح بأن هذه الفرق كلها من الشيعة، كما فيها تصريح بأن الناجية الجماعة وليست الشيعة
(٤) جمال الدين الأفغاني/ التعليقات على شروح الدّوّاني للعقائد العضدية (ضمن كتاب الأعمال الكاملة للأفغاني دراسة وتحقيق: محمد عمارة: ١/٢١٥) ، وقد نسب رشيد رضا هذا الكتاب لمحمد عبده (تفسير المنار: ٨/٢٢١) ، لكن حقق محمد عمارة أنه للأفغاني (انظر: محمد عمارة/ الأعمال الكاملة للأفغاني: ١/١٥٥-١٥٦، الأعمال الكاملة/ لمحمد عبده: ١/٢٠٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>