للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيرجعون - كما مر في مبحث الغيبة - وكان أول من قال بالرجعة ابن سبأ، إلا أنه قال بأنه غاب وسيرجع ولم يصدق بموته.

وكانت عقيدة الرجعة خاصة برجعة الإمام عند السبئية، والكيسانية وغيرها، ولكنها صارت عند الاثني عشرية عامة للإمام وكثير من الناس. ويشير الألوسي إلى أن تحول مفهوم الرجعة عند الشيعة من رجعة الإمام فقط إلى ذلك المعنى العام كان في القرن الثالث (١) .

وقد اشتهرت بعض الفرق الشيعية باسم "الرجعية" لقولهم بالرجعة (٢) . واهتمامهم بها.

أما المفهوم العام لمبدأ الرجعة عن الاثني عشرية فهو يشمل ثلاثة أصناف:

الأول: الأئمة الاثني عشر، حيث يخرج المهدي من مخبئه، ويرجع من غيبته، وباقي الأئمة يحيون بعد موتهم ويرجعون لهذه الدنيا.

الثاني: ولاة المسلمين الذين اغتصبوا الخلافة - في نظرهم - من أصحابها الشرعيين (الأئمة الاثني عشر) فيبعث خلفاء المسلمين وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان.. من قبورهم ويرجعون لهذه الدنيا - كما يحلم الشيعة - للاقتصاص منهم بأخذهم الخلافة من أهلها فتجري عليهم عمليات التعذيب والقتل والصلب.

الثالث: عامة الناس، ويخص منهم: من محض الإيمان محضًا، وهم الشيعة عمومًا، لأن الإيمان خاص بالشيعة، كما تتفق على ذلك رواياتهم وأقوال شيوخهم -


(١) روح المعاني: ٢٠/٢٧، وانظر: أحمد أمين/ ضحى الإسلام: ٣/٢٣٧
(٢) وقد ذكرها كفرقة بهذا الاسم ابن الجوزي في تلبيس إبليس: ص٢٢، والقرطبي في "بيان الفرق" الورقة ٣ أ (مخطوط) ، وصاحب الرسالة الفرقية المشهور بعالم محمد أفندي: ص٢ (مخطوط غير مرقم الصفحات) ، والسلخي في شرح.. الاثنتين والسبعين فرقة/ الورقة ١٣ب (مخطوط)

<<  <  ج: ص:  >  >>