للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وواضح أن البداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم وكلاهما محال على الله سبحانه. ونسبته إلى الله سبحانه من أعظم الكفر، فكيف تجعل الشيعة الاثنا عشرية هذا من أعظم العبادات، وتدعي أنه ما عظم الله عز وجل بمثل البداء؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.

وهذا المعنى المنكر يوجد في كتب اليهود، فقد جاء في التوراة التي حرفها اليهود وفق ما شاءت أهواؤهم نصوص صريحة تتضمن نسبة معنى البداء إلى الله سبحانه (١) .

ويبدو أن ابن سبأ اليهودي قد حاول إشاعة هذه المقالة، التي ارتضعها من «توراته» في المجتمع الإسلامي الذي حاول التأثير فيه باسم التشيع وتحت مظلة الدعوة إلى ولاية علي، ذلك أن فرق السبيئة "كلهم يقولون بالبداء وأن الله تبدو له البداوات" (٢) .

ثم انتقل هذه المقالة إلى فرقة "الكيسانية" أو "المختارية" أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي وهي الفرقة التي اشتهرت بالقول "بالبداء" والاهتمام به، والتزامه عقيدة.


(١) جاء في التوراة: "فرأى الرب أنه كثر سوء الناس على الأرض. فندم الرب خلقه الإنسان على الأرض وتنكد بقلبه، وقال الرب: لأمحون الإنسان الذي خلقته عن وجه الأرض.." (سفر التكوين، الفصل السادس، فقرة: ٥) ومثل هذا المعنى الباطل وما أشبه يتكرر في توراتهم (انظر: سفر الخروج، الفصل: ٣٢ فقرة: ١٢، ١٤، وسفر قضاة، الفصل الثاني، فقرة: ١٨، وسفر صموئيل الأول، الفصل الخامس عشرة فقرة: ١٠، ٣٤، وسفر صموئيل الثاني، الفصل: ٢٤، فقرة: ١٦، وسفر أخبار الأيام الأول، الفصل: ٢١، فقرة: ١، وسفر أرميا، الفصل: ٤٢، فقرة: ١٠، وسفر عاموس، الفصل: ٧، فقرة: ٣، وسفر يونان، الفصل: ٣، فقرة: ١٠ وغيرها) .
هذا ما جاء في توراة اليهود، مع أنهم ينكرون النسخ، لأنه بزعمهم يستلزم البداء (انظر: مسائل الإمامة: ص٧٥، مناهل العرفان: ٢/٧٨) ، فانظر إلى تناقضهم وردهم للحق وقبولهم بالباطل
(٢) الملطي/ التنبيه والرد: ص١٩

<<  <  ج: ص:  >  >>