للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وروى البيهقي من طريق عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن عثمان: أنه أتم بمنى، ثم خطب فقال:

"إن القصر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ولكنه حدث طَغَام (١) - بفتح الطاء المعجمة -؛ فخفت أن يستنوا ". وعن ابن جريج: أن أعرابياً ناداه في منى: يا أمير المؤمنين! ما زلت أصليها منذ رأيتك عام أول ركعتين ".

وهذه طرق يقوي بعضها بعضاً ".

قلت: ولهذا كنت أوردت رواية أيوب المتقدمة عن الزهري في " صحيح أبي داود " (١٧١٣) ، وقد فات الحافظ أن يعزوها لأ بي داود.

وقبل [أن] أنهي الكتابة حول هذا الحديث وإعلاله بـ (عبد الرحمن بن نمر) هذا، لا بد لي من ذكر أمرين:

أحدهما: أن تعصيب الخطأ في الحديث بابن نمر لا يستقيم في النقد العادل؛ الا لو صح السند إليه، وهذا غير واضح لدي - وإن كنت أميل اليد -؛ لأن الراوي عنه وهو: (الوليد بن مسلم) كان يدلس تدليس التسوية؛ فيحتمل أن يكون بين (ابن نمر) والزهري من ليس بحجة، أسقطه الوليد، ولأن الراوي عن هذا (سعيد ابن يزيد) لم أجد له ترجمة. والله أعلم.

والآخر: أن هناك حديثاً آخر فيه تصريح عثمان نفسه أنه انما أتم في منى لأنه تأهل بمكة، واحتج بحديث، ولكن ذلك مما لايصح عنه - كما تقدم بيانه تحت الحديث (٤٥٧٠) -.


(١) أي: من لا عقل له ولا معرفة. وقيل: هم أوغاد الناس وأرذلهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>