للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقد علمت مما سبق أن حماد بن سلمة سمع منه في اختلاطه أيضا، ولا يمكن تمييز ما سمعه في هذا الحال عن ما سمعه قبلها، فلذا يتوقف عن تصحيح روايته عنه. ثم إن السيوطي قد أورد حديث أبي هريرة من طريق الحاكم في " الجامع الصغير " بلفظ: " لم يتكلم في المهد إلا عيسى ابن مريم ... " فحذف منه كما ترى لفظة " ثلاثة " لمعارضتها للتفصيل المذكور في الحديث عقبها كما سبق بيانه، وهذا تصرف من السيوطي غير جيد عندي، بل الواجب إبقاء الرواية كما هي، مع التنبيه على ما فيها من التناقض، فلربما دل هذا التناقض على ضعف أحد رواة الحديث كما فعلنا نحن حيث بينا أن الحديث في " البخاري " من الطريق التي أخرجها الحاكم بغير هذا اللفظ.

هذا، ولم أجد في حديث صحيح ما ينافي هذا الحصر الوارد في حديث الصحيحين إلا ما قصة غلام الأخدود ففيها أنه قال لأمه: " يا أمه اصبري فإنك على الحق " رواه أحمد (٦ / ١٧ - ١٨) من حديث صهيب مرفوعا بسند صحيح على شرط مسلم. وفيه عنده زيادة أن أمه كانت ترضعه، والقصة عند مسلم أيضا (٨ / ٢٣١) دون هذه الزيادة، وقد عزاها الحافظ في " الفتح " (٦ / ٣٧١) لمسلم، وهو وهم إن لم تكن ثابتة في بعض نسخ مسلم.

وقد جمع بين هذا الحديث وحديث الصحيحين بأن حمل هذا على أنه لم يكن في المهد. والله أعلم. ومن تخاليط عطاء بن السائب أنه جعل قول هذا الغلام: " اصبري ... " من كلام ابن ماشطة بنت فرعون!

وسيأتي في لفظ: " لما أسري بي.... ". ثم إن ظاهر القرآن في قصة الشاهد أنه كان رجلا لا صبيا في المهد، إذ لوكان طفلا لكان مجرد قوله إنها كاذبة كافيا وبرهانا قاطعا، لأنه من المعجزات، ولما احتيج أن يقول: " من أهلها "، ولا أن يأتي بدليل حي على براءة يوسف عليه السلام وهو قوله: (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قد من الدبر) الآية، وقد روى ابن جرير بإسناد رجاله ثقات عن ابن عباس أن الشاهد كان رجلا ذا لحية، وهذا هو الأرجح، والله أعلم.

(فائدة) ما يذكر في بعض كتب التفسير وغيرها أنه تكلم في المهد أيضا، إبراهيم ويحيى ومحمد صلى الله عليه وسلم أجمعين. فليس له أصل مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فاعلم ذلك.

٨٨١ - " الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ".

منكر.

أخرجه أبو داود الطيالسي في " مسنده " (١ / ٢٨٦ - منحة المعبود) وكذا أحمد (٥ / ٢٣٠، ٢٤٢) وأبو داود في " السنن " (٢ / ١١٦) والترمذي (٢ / ٢٧٥) وابن سعد في " الطبقات " (٢ / ٣٤٧ و٥٨٤ - طبع بيرو ت) والعقيلي في " الضعفاء " (٧٦ - ٧٧) والخطيب في " الفقيه والمتفقه " (٩٣ / ١ و١١٢ - ١١٣ مخطوطة الظاهرية، ١٥٤ - ١٥٥ و١٨٨ - ١٨٩ - مطبوعة الرياض) والبيهقي في " سننه " (١٠ / ١١٤) وابن عبد البر

<<  <  ج: ص:  >  >>