للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقلت له:

أيها الأمير! إن الله تعالى أمهلهم فطغوا، وحلم عنهم فبغوا، فقال لي:

حدثني أبي الرشيد عن جدي المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه محمد بن علي عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه:

" أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم، فعرف الغضب في وجهه، ثم قرأ: " والشجرة الملعونة في القرآن فقيل له:

أي الشجر هي يا رسول الله حتى نجتثها؟ فقال: فذكره.

قلت: وهذا إسناد موضوع فيه آفات:

أولا: المنصور وغيره من الملوك العباسيين لا يعرف حالهم في الحديث.

ثانيا: هشام بن محمد الكلبي، قال الذهبي في " الضعفاء ":

تركوه كأبيه، وكان رافضيا.

ثالثا: عبد الله بن الضحاك الهدادي، لم أجد له ترجمة، ولم يورده السمعاني في هذه النسبة (الهدادي) .

رابعا: محمد بن زكريا الغلابي أورده الذهبي في " الضعفاء " وقال:

قال الدارقطني: كان يضع الحديث.

وساق له الذهبي في " الميزان " حديثا في فضل الحسين رضي الله عنه، ثم قال:

فهذا كذب من الغلابي.

قلت: وهذا الحديث كذلك، فهو الذي اختلقه، أوالكلبي الرافضي، فإنه ظاهر البطلان، لما تضمنه من تحريف الكلم عن مواضعه، وتأويل قوله تعالى:

" والشجرة الملعونة في القرآن " بأن المراد بها بنوأمية، وإنما هي شجرة الزقوم كما في " صحيح البخاري " عن ابن عباس رضي الله عنه:

" وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس " قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به، " والشجرة الملعونة " شجرة الزقوم.

ومثل هذا الحديث في البطلان؛ ما روى ابن جرير الطبري قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>