للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المسجد بالعلم وغيره ".

وقد استدل السيوطي على جواز السؤال والتصدق عليه في المسجد بالحديث الآتي

وقواه، ولما كان ضعيف الإسناد كان لا بد من أن أورده لأكشف عن علته فقلت:

" هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: دخلت المسجد

فإذا أنا بسائل، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن، فأخذتها منه، فدفعتها

إليه ".

١٤٥٨ - " هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: دخلت المسجد

فإذا أنا بسائل، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن، فأخذتها منه، فدفعتها

إليه ".

منكر

أخرجه أبو داود (١/٢٦٥) والحاكم (١/٤١٢) وعنه البيهقي (٤/١٩٩) من طريق

مبارك بن فضالة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن

أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وقال الحاكم:

" صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي!

قلت: وهذا من عجائبهما، ولا سيما الذهبي؛ فإنه أورد المبارك هذا في "

الضعفاء والمتروكين " وقال:

" ضعفه أحمد والنسائي، وكان يدلس ".

فأنت تراه قد عنعنه، ثم هو مع ذلك ليس من رجال مسلم! ! ومن هذا تعلم أن قول

النووي في " شرح المهذب ":

" رواه أبو داود بإسناد جيد " ليس بجيد وإن أقره السيوطي في " الحاوي للفتاوي

" (١/١١٨) ! !

ومما يؤكد ضعف الحديث بهذا السياق أنه قد صح من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه.

وليس فيه أن تصدق أبي بكر رضي الله عنه كان في المسجد، أخرجه مسلم وغير،

وهو مخرج في الكتاب الآخر " الصحيحة " (رقم ٨٨) .

وإذا عرفت ذلك فلا يستقيم استدلال السيوطي بالحديث على أن الصدقة على السائل

في المسجد ليست مكروهة، وأن السؤال فيه ليس بمحرم، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>