للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقال الشوكاني:

" فيه دليل على جواز تعليم النساء الكتابة، وأما حديث: " ولا تعلموهن

الكتابة.. "، فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يخشى من

تعليمها الفساد ".

أقول: هذه الخشية لا تختص بالنساء، فكم من رجل كانت الكتابة عليه ضررا في

دينه وخلقه، أفينهى عن الكتابة الرجال أيضا للخشية ذاتها؟ !

ثم إن التأويل فرع التصحيح، فكأن الشوكاني توهم أن الحديث صحيح، وليس كذلك

كما علمت، فلا حاجة للتأويل إذن.

وأعجب من ذلك أن ينقل كلام الشيخين المذكورين من طبع تحت اسم كتابه: " حافظ

العصر ومحدثه.. مسند الزمان ونسابته ... " (١) ثم يقرهما على ذلك، ولا

يتعقبهما بشيء مطلقا مما يشير إلى حال الحديث وضعفه، بل وضعه، وإنما يسود

صفحات في تأويل الحديث والتوفيق بينه وبين حديث الشفاء، بل ويزيد على ذلك

بأن أورد آثارا - الله أعلم بثبوتها - عن عمر وعلي في نهي النساء عن الكتابة،

ويختم ذلك بقوله، وذلك في كتابه " التراتيب الإدارية " (١/٥٠ - ٥١) :

ولله در السباعي حيث يقول:

ما للنساء وللكتا * * * بة والعمالة والخطابة

هذا لنا، ولهن منا * * * أن يبتن على جنابة!


(١) وهو الشيخ عبد الحي بن محمد الكتاني، ولست أشك في شدة حفظه، وطول باعه في علم الحديث وغيره من العلوم، ولكن ظهر لي في هذا الكتاب أن عنايته كانت متوجهة إلى الحفظ دون النقد، ولذلك وقعت في كتابه هذا أحاديث كثيرة ضعيفة دون أن ينبه عليها، وليس هذا مجال ذكرها، بل إنه صحح حديثا لا يرقى إلى أن يكون ضعيفا، فراجع حديث: " ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته.. ". اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>