للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وإنما العلة من شيخه عمر بن عبد الله، فإنه ضعيف. ومثله أبو هـ عبد الله بن

يعلى. ثم قال الحافظ:

" ورواه الدارمي عن محمد بن حميد بهذا الإسناد دون قوله: " ليضل الناس

وهي زيادة مستغربة، ورويت هذه الزيادة أيضا من حديث ابن مسعود وحذيفة بن

اليمان والبراء بن عازب، وفي أسانيدها مقال، وقد تعلق به بعض أهل الجهل

ممن جوز وضع الحديث في فضائل الأعمال من الكرامية وغيرهم، وقالوا: إن اللام

للتعليل، فعل هذا: إنما يدخل في الوعيد المذكور من قصد الإضلال! وهذا

التعلق باطل، فإن المندوب قسم من الأقسام الشرعية، فمن رتب على عمل ثوابا،

فقد نسب إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لم يقولاه، وهذا من

الإضلال.

وللزيادة المذكورة على تقدير صحتها معنيان:

أحدهما: أن اللام للتأكيد، وهو كقوله تعالى: " ومن أظلم ممن افترى

على الله كذبا ليضل الناس بغير علم "، فأخبر به (١) على أن الكذب محرم مطلقا

، سواء قصد به الإضلال أم لا.

الثاني: أن اللام للعاقبة والصيرورة، أي: إن عاقبة هذا الكذب ومصيره إلى

الإضلال، ومثله " فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا "، وهم لم

يلتقطوه لذلك، بل كان عاقبة أمرهم أن صار كذلك.

وأصل الحديث بدون هذه الزيادة المذكورة اتفق عليه الشيخان من رواية علي،

وأبي هريرة، وأنس، والمغيرة.


(١) هذه الكلمة لم أتمكن من قراءتها جيدا، والمثبت أقرب شيء إليها. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>