للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

اذهبي فأنت طالق، يعني ثلاثاً، قال: فتفعلت بثيابها، وقعدت حتى قضت عدتها، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها، وعشرة آلاف صدقة، فلما جاءها الرسول قالت: (متاع قليل من حبيب مفارق) ، فلما بلغه قولها، بكى، ثم قال: لولا أني سمعت جدي؛ أو حدثني أبي، أنه سمع جدي يقول: (فذكره) لراجعتها. وقال البيهقي:

"وكذلك روي عن عمرو بن شمر، عن عمران بن مسلم وإبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة".

قلت: وقال الكوثري في رسالته "الإشفاق" (ص ٢٨) - بعد ما عزاه للطبراني والبيهقي - عقبه:

"وإسناده صحيح، قاله ابن رجب الحنبلي الحافظ بعد أن ساق الحديث في كتابه: (بيان مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة) " (١) .

ولم يتعقبه بشيء؛ مما يدل على أنه موافق له على التصحيح، وهذا أمر عجيب، لا سيما من ابن رجب؛ فإن الإسناد لا يحتمل التحسين، فضلاً عن التصحيح! فإن سلمة بن الفضل صدوق كثير الخطأ. ومحمد بن حميد الرازي ضعيف كما في "التقريب"، بل الرازي قد اتهمه غير واحد بالكذب، وتساهل البعض في إعطائه حقه من الجرح؛ فقد قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٣٣٩) :

"رواه الطبراني، وفي رجاله ضعف، وقد وثقوا".

فإن قال قائل: أفلا يتقوى الحديث بطريق عمرو بن شمر التي علقها البيهقي؟


(١) ونقله عنه أيضا ابن عبد الهادي في " سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث " (ق ٢٠٦ / ٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>