للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولم يتنبه لهذا: البزار، ولا المنذري، ولا الهيثمي وغيرهم! فقال البزار عقبه:

"لا نعلم أسند عامر بن لدين إلا هذا"!

وانطلى الأمر على المعلق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، فنقل عن الهيثمي قوله في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٩٩) :

"رواه البزار، وإسناده حسن"!

وسكت عليه كما هو شأنه في كل ما ينقله عنه في تعليقه على هذا الكتاب!

والهيثمي قلد في ذلك الحافظ المنذري في "الترغيب" (٢/ ٨٧) ، وهكذا يتتابع الناس في الخطأ.

وزاد في ذلك المنذري؛ فإنه أورده من رواية ابن خزيمة المتقدمة عقب حديث أبي هريرة الصحيح المشار إليه آنفاً، فأوهم صحتها، ثم بعد حديثين ساقه من رواية ابن لدين المسندة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال:

"رواه البزار بإسناد حسن"!

فأوهم أنها رواية أخرى غير رواية ابن خزيمة، وأنها تزداد بها قوة على قوة! وهما في الحقيقة رواية واحدة وضعيفة من أصلها كما سلف بيانه. والله المستعان.

وقد تعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" بما ذكرنا من السقط.

وقد نقلت كلامه في تعليقي على "ضعيف الترغيب" (٦٣٧) ؛ وهو تحت الطبع مع مقابله: "صحيح الترغيب" يسر الله تمام طبعهما (١) .


(١) وقد طبعا - ولله الحمد والمنة - بعد وفاة الشيخ - رحمه الله - بقليل. (الناشر)

<<  <  ج: ص:  >  >>