للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذلك مثالاً هذا الحديث نقلا عن (العلل) لابن أبي حاتم، وكان نقله عنه باختصار تبعه عليه السيوطي في (التدريب) (١ / ٢٢٤ - ٢٢٥) ، ذلك؛ أنهما لم ينقلا عنه قوله المتقدم: (وأما ما ثال إسحاق في روايته. . .) إلخ. وبناء على ذلك تصرفا فيما نقلاه عنه، فقالا: (عن نافع) بدل: (حدثنا نافع) ، وهو تصرف غير مرضي (١) ؛ لأنه خلاف ما وقع في رواية ابن راهوية عند أبي حاتم ولا يجوز تغييره إلا بالبيان كما فعل أبو حاتم في تمام كلامه، فاختصارهما إياه من الاختصار المخل كما هو ظاهر، ويكفي العاقل دليلا على ذلك أن هذا التحقيق الذي أجريناه على كلامه ما كان بإمكاننا ذلك لو لم نقف عليه في (العلل) واعتمدنا فقط على ما نقلاه عنه!

ولذلك؛ انطلى الأمر على بعض الطلاب في العصر الحاضر وأخذوا يعللون بعض أحاديث بقية التي صرح فيها بالتحديث عن شيخه بتدليس التسوية! كحديث:

((وكاء السَّه العينان، فَمَنْ نام؛ فَلْيَتَوَضَّأْ))

وهو مخرج في (صحيح أبي داود) (١٩٨) ، وأوردته في (صحيح الجامع) (٤٠٢٥) ، فلم يعجب بعضهم اغترارا بأن فيه تدليس التسوية!

ونحوه تعليق بعضهم على ترجمة بقية في (سير أعلام النبلاء) بقوله (٨ / ٤٥٨) :

(بل قد وصفوه بأخبث أنواع التدليس، وهو تدليس التسوية، وهو أن يحذف من سنده غير شيخه. . .) .

ــ

(١) وكذلك فعل العلائي في " جامع التحصيل " (١١٨) ! ولعله سلفهما.

١١١

<<  <  ج: ص:  >  >>