للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رب العالمين، ولم يكن ذلك إلا بعد الوقوف على هذا الحديث وكذا الذي يليه وعلى ما فيهما من ضعف وعلة، بينت ذلك في الأصل الذي يعتبر «صفة الصلاة»

كخلاصة له؛ فقلما يوجد فيه ما ليس في الأول، إلا ما استدركناه بعد وبالله التوفيق.

(تنبيه) : إشكل الانقطاع الذي سبق نقله عن ابن عبد البر وغيره على بعض الفضلاء، لأنه وجد في «حلية الأولياء» (٣ / ٨١) تصريح أبي الجوزاء بالتحديث، فكان الجواب: أنه من رواية أبان بن أبي عياش قال: ثنا أبو الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها - حدثته -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . .

فقوله: «حدثته» زيادة من أبان بن أبي عياش؛ فإنه متروك اتفاقاً، مع أنه كان زاهدا، وكان شعبة بن الحجاج سيئ الرأي فيه جدا، وتنوعت عبارته فيه، فمنها قوله فيه - وقد طلب منه الكف عنه -:

«لا يحل الكف عنه؛ فإنه يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» . وقوله:

«لأن أزني أحب إلي من أن أروي عنه» . وغير ذلك.

وتساءل (١) عن صحة قول الحافظ ابن عبد البر بأن أبا الجوزاء لم يسمع من عائشة.

فأقول جزم بذلك في «التمهيد» (٢٠ / ٢٠٥ ٥. وحكاه عن العلماء في رسالته «الإنصاف فيما بين العلماء من الاختلاف» ، فقال (ص ٩) :

«يقولون: إن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة، وحديثه عنها إرسال» .


(١) أي بعض الفضلاء الذين أشار إليهم الشيخ - رحمه الله - بعد قوله: «تنبيه» . (الناشر) .

<<  <  ج: ص:  >  >>