للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهذا مما يؤيد ما ختم الذهبي ترجمته بقوله:

فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة؛ فإن في حفظه شيئاً، واحتج به أئمة» .

وقوله: «وما انفرد به. . .» إلخ؛ إنما يعني مخالفاً فيه غيره، ممن هو أوثق منه أو أكثر عدداً.

قلت: ولقد بلوت هذه المخالفة من ابن إسحاق في كثير من الأحاديث منذ القديم، وكلما مضى الزمن ازددت يقيناً بهذه الحقيقة التي لم ينتبه لها إلا القليل من المشتغلين بهذا العلم الشريف.

وإن مما يؤكد لك هذه الحقيقة في هذا الحديث: أن تشهد ابن مسعود الذي تلقاه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مباشرة - ومفه بين كفيه - صلى الله عليه وسلم - - قد جاء من طرق كثيرة عنه، ليس في شيء منها ذكر التورك في التشهد الأوسط، ولا النهوض حين يفرغ منه.

وقد ساق الكثير الطيب منها الطبراني في «معجمه الكبير» (١٠ / ٤٨ - ٦٨) ، وبعضها في «الصحيحين» وغيرهما، وهو مخرج في «إرواء الغليل» (٢ / ٢٦) ، و «صحيح أبي داود» (٨٨٩ - ٨٩١) .

بل إن في بعضها ما ينافي النهوض المذكور، وهو قوله في رواية شقيق عن ابن مسعود في آخر التشهد مرفوعاً:

«ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فيدعو به» .

متفق عليه، (صحيح أبي داود ٨٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>