للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

كذا قال! وخفي عليه متابعة الطيالسي إياه، وإن خالفه في شيء من متنه

- كما ترى -، وفي إسناده، وهما وإن اتفقا على تسمية شيخهما بـ (عمر

) ، إلا أنهما اختلفا في نسبه، فالطيالسي قال:

«. . . ابن قيس» ، والمقدمي قال:

«. . . مولى آل منظور بن سيار» ، وهذا مجهول لم أجد له ترجمة، والأول

(عمر بن قيس) هو المعروف بـ (سندل) ، فهو متروك، فإن كان متابعاً

للآخر؛ فلا تنفع متابعته لشدة ضعفه.

وإنما قلت: «فإن كان. . .» ؛ لأنهم ذكروا أن الطيالسي مع كونه ثقة

حافظاً؛ فقد كانت له أوهام في بعض الأحاديث، فأخشى أن يكون وهم في

تسمية شيخه بـ (عمر بن قيس) مخالفاً بذلك المقدمي. على أن هذا قد

رموه بالتدليس، فلا ندري إن كان سمعه من عمر المولى مباشرة، أو تلقاه

عن غيره من المجهولين عنه. ولا يقال: إنه قد صرح بالتدليس؛ لأن

تدليسه كان من نوع عجيب لا ينفع فيه التحديث! وهو المسمى بتدليس

السكوت! فقال ابن سعد في «الطبقات» (٧ / ٢٩١) :

«كان يدلس تدليساً شديداً يقول: سمعت، وحدثنا؛ ثم يسكت، فيقول:

هشام بن عروة، والأعمش» !

وقد خفي هذا على المعلق على «مسند أبي يعلى» ، فلم يعرج على إعلاله

به!

وجملة القول: أن الاختلاف المذكور إن كان مداره على راو واحد اختلف في

نسبه، أو على راويين؛ فلا قيمة لذلك؛ لما سبق بيانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>