للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقام رجل فقال: عندي ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله، قال:

"فلم غللتها؟ ". قال: كنت محتاجاً. قال:

"خذها منه يا فضل! ". ثم قال:

" من خشي من نفسه شيئاً، فليقم أدْعُ له ".

فقام رجل فقال: يا نبي الله! إني لكذاب، وإني لفاحش، وإني لنؤوم. فقال:

"اللهم! ارزقه صدقاً، وأذهب عنه من النوم إذا أراد".

ثم قام آخو فقال: إني لكذاب، وإني لمنافق، وما من شيء إلا قد جئته.

فقام عمر فقال: فضحت نفسك. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" يا عمر! فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللهم! ارزقه صدقاً، وإيماناً

تصير أمره إلى خير".

فقال عمر كلمة، فضحك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال:

"عمر معي، وأنا مع عمر، والحق بعدي مع عمر حيث كان ". وقال الطبراني:

"لا يروى إلا بهذا الإسناد؛ تفرد به الحارث بن عبد الملك ".

قلت: وهو ممن لا يعرف إلا برواية معن هذا عنه، ولم يذكره البخاري - في

"التاريخ " - وابن أبي حاتم إلا بهذه الرواية، وتبعهم ابن حبان، ولكنه ذكره في

"الثقات " (٨/١٨٢) ! وكذلك فعل في شيخه القاسم بن يزيد بن عبد الله بن

فُسيط، فأورده فيه (٩/١٥) برواية الحارث هذا فقط!! وهذا أنكى وأمر، فذاك روى

عنه ثقة، وهذا روى عنه مجهول! وهكذا أورده البخاري في "التاريخ " (٤/١/١٧٠)

برواية الحارث فقط عنه، ولم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه مطلقاً. وفي ترجمته

<<  <  ج: ص:  >  >>