للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في عصره، وأن هناك بعض الصحابة الذين يتشيعون لعلي ويوالونه في زمنه - صلى الله عليه وسلم -.. يقول القمي (ت ٣٠١) : (فأول الفرق الشيعية وهي فرقة علي بن أبي طالب "ع" المسلمون شيعة علي "ع" في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعده، معروفون بانقطاعهم إليه والقول بإمامته، منهم المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي، وأبو ذر، وعمار (١)) وبمثل هذا يقول النوبختي (٢) (ت ٣١٠) . ويقول محمد حسين آل كاشف الغطاء من مجتهديهم المعاصرين (ت ١٣٧٣هـ) : (إن أول من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام هو نفس صاحب الشريعة الإسلامية - يعني أن بذرة التشيع وضعت مع بذرة الإسلام جنباً إلى جنب، وسواء بسواء، ولم يزل غارسها يتعاهدها بالسقي والرعي حتى نمت وازدهرت في حياته ثم أثمرت بعد وفاته) (٣) .

ويقول بهذا الرأي طائفة أخرى من الشيعة (٤) .

ويرى د. محمود صبحي: (أن إرجاع التشيع من الناحية التاريخية إلى عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس إلا محاولة من جانب متكلمي الشيعة لنقض دعوى خصومهم القائمة على رد معتقدات الشيعة إلى أصول أجنبية) (٥) .

والخطأ الأكبر في هذه المحاولة أو الحيلة هو - كما يقول د. علي


(١) القمي: «المقالات والفرق» : ص ١٥.
(٢) النوبختي: «فرق الشيعة» : ص ١٥، وانظر: الرازي (من الإسماعيلية) : «الزينة» : ص ٢٠٥ (مخطوط) .
(٣) «أصل الشيعة وأصولها» : ص ٤٣.
(٤) انظر: محمد حسن الزين: «الشيعة في التاريخ» : ص ٢٩ - ٣٠.
(٥) محمود صبحي: «نظرية الإمامة» : ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>