للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم صار معنى السنة في عرف كثير من العلماء المتأخرين (١) من أهل الحديث وغيرهم: عبارة عما سلم من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم تصانيف وسموها كتب السنة (٢) ، وإنما خصوا هذا العلم باسم السنة لأن خطره عظيم، والمخالف فيه على شفا هلكة) (٣) .

وكذا قال الألوسي (٤) - رحمه الله -: (السنة في الأصل تقع على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وما سنه أو أمر به من أصول الدين وفروعه حتى الهَدْي والسمت، ثم خصت في بعض الإطلاقات بما كان عليه أهل السنة من إثبات الأسماء والصفات خلافاً للجهمية المعطلة النفاة، وخصت بإثبات القدر ونفي الجبر خلافاً للقدرية النفاة وللقدرية الجبرية العصاة.

وتطلق - أيضاً - على ما كان عليه السلف الصالح في مسائل الإمامة والتفضيل، والكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) يلاحظ أن تخصيص مفهوم السنّة في أصول الاعتقاد بدأ في عصر متقدم؛ فالإمام ابن أبي عاصم (المتوفى سنة ٢٨٧هـ) يعرف السنة بمسائل العقيدة، انظر: «السنة» لابن أبي عاصم: (٢/٦٤٥، ٦٤٧) .
(٢) سيأتي - إن شاء الله - ذكره لهذه الكتب في مبحث مصادر أهل السنّة.
(٣) ابن رجب: «كشف الكربة» : (ص ١١، ١٢) .
(٤) هو علامة العراق في زمنه، أبو المعالي محمود شكري بن عبد الله بن شهاب الدين محمود الألوسي الحسيني، مؤرخ وعالم بالدين والأدب، ومن الدعاة إلى الإصلاح. ولد في رصافة بغداد عام ١٢٧٣هـ، وتوفي ببغداد عام ١٣٤٢هـ. له ٥٢ مصنفاً بين كتاب ورسالة، منها: «بلوغ الأرب في أحوال العرب» ، و «المسك الأذفر» ، و «غاية الأماني» وغيرها. انظر: «أعلام العراق» : (ص ٨٦ - ٢٤١) ، «الأعلام» : (٨/٤٩، ٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>