للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤامرة التحريف التي ادعوها في كتاب الله ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون.

وخطورة هذا الاتجاه الباطني في تفسير القرآن كبيرة، لأنه يقتضي بطلان الثقة بالألفاظ، ويسقط الانتفاع بكلام الله وكلام رسوله، فإن ما يسبق إلى الفهم لا يوثق به، والباطن لا ضابط له، بل تتعارض فيه الخواطر ويمكن تنزيله على وجوه شتى، وبهذا الطريق يحاول "الباطنية" التوصل إلى هدم جميع الشريعة بتأويل ظواهرها وتنزيلها على رأيهم (١) .

ولا شك أن تلك التأويلات إلحاد في كتاب الله: قال تعالى: (إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ((٢) قال ابن عباس: «هو أن يوضع الكلام في غير موضعه» (٣) ، وذلك بالانحراف في تأويله (٤) .

قال في الإكليل: (ففيها الرد على من تعاطى تفسير القرآن بما لا يدل عليه جوهر اللفظ كما يفعله الباطنية، والاتحادية والملاحدة..) (٥) .

وهؤلاء الذين يلحدون في آيات الله ويحرفونها عن معانيها وإن كتموا كفرهم وتستروا بالتأويل الباطل وأرادوا الإخفاء لكنهم لا يخفون على الله (٦) . كما قال تعالى: (لا يخفون علينا) .


(١) «إحياء علوم الدين» : (١/٣٧) .
(٢) فصلت: آية ٤٠.
(٣) «تفسير الطبري» : (٢٤/١٢٣) ، «فتح القدير» الشوكاني: (٤/٥٢٠) .
(٤) انظر: القاسمي: «محاسن التأويل» : (١٤/٥٢١١) ، الألوسي: «روح المعاني» : (٢٤/١٢٦) .
(٥) «الإكليل» السيوطي: ص ٣٥٤، على هامش «جامع البيان في تفسير القرآن» .
(٦) «إكفار الملحدين» محمد أنور شاه الكشميري: ص٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>