للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي خالف فيها أهل البدع كما سبق. كذلك نجد لفظ الجماعة يعني: حسب ما جاء عن ابن مسعود - موافقة الحق على وجه العموم، ثم نراه يخصص بمسائل العقيدة التي انحرف عنها المبتدعة؛ فنجد الإمام أبا حنيفة يعرف الجماعة على هذا الوجه؛ فيقول - رحمه الله -: (الجماعة: أن تفضل أبا بكر وعمر، وعليّاً، وعثمان (١) ، ولا تنتقص أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تكفر الناس بالذنوب وتصلي على من يقول لا إله إلا الله وخلف من قال: لا إله إلا الله، وتمسح على الخفين..) (٢) . ونجد فيما بين أيدينا من مصادر عدة تعاريف للجماعة تعرف بها من خلال بعض مبادئها وأصولها، فكما عرف أبو حنيفة الجماعة ببعض أصولها نجد شيخ الإسلام ابن تيمية يجعل الالتزام بمصادر أهل السنة في التلقي هو الفيصل بين أهل السنة والجماعة ومن عداهم، فيقول: (فمن قال بالكتاب والسنّة والإجماع كان من أهل السنّة والجماعة) (٣) ويقول: (لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة ... وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال.. مما له تعلق بالدين) (٤) .


(١) قال شارح الطحاوية: (روي عن أبي حنيفة تقديم علي على عثمان، ولكن ظاهر مذهبه تقديم عثمان على علي، وعلى هذا عامة أهل السنّة) «شرح الطحاوية» : ص ٤٨٦، وانظر: الخطابي: «معالم السنن» : (٤/٣٠٢، ٣٠٣) ، ملا علي القاري: «شرح الفقه الأكبر» : ص ١١٩.
وقال ابن تيمية: (وهذه المسألة - مسألة عثمان وعلي - ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها) «الفتاوى» : (٣/١٥٣) .
(٢) ابن عبد البر: «الانتقاء» : ص ١٦٣، ١٦٤.
(٣) «الفتاوى» : (٣/٣٤٦) .
(٤) المصدر السابق: (٣/١٥٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>