للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإمام الشيعة قد اختفى منذ عام ٢٦٠هـ فهل الأمة منذ ذلك التاريخ غير معصومة؟!

قالوا أن الأمة تنتفع بالإمام وإن كان غائباً كما تنتفع بالشمس إذا سترها سحاب (١) .

وهذا الجواب لا يقتنع به عاقل، ولهذا بحثوا عن أجوبة أخرى فزعموا أن لكبار علمائهم صلة بالمهدي (٢) ، وادعوا أن من أرسل لمهديهم كتاباً على طريقة معينة أنه يصل إليه، وعقد المجلسي في «البحار» باباً لهذا بعنوان: (باب كتابة الرقاع للحوائج إلى الأئمة صلوات الله عليهم) وفيه ١٣ حديثاً (٣) .

ولكن كل ذلك دعاوى لا سند لها من الشرع، ولا أثر لها في الواقع..

ومن أخطر الآثار العملية لدعوى العصمة اعتبارهم أن ما يصدر عن أئمتهم الاثني عشر هو كقول الله ورسوله، ولذلك فإن مصادرهم في الحديث تنتهي معظم أسانيدها إلى أحد الأئمة ولا تصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - كما تقدم الإشارة إلى ذلك.


(١) وذلك في حديث لهم رواه شيخهم ابن بابويه القمي: «إكمال الدين» : ص ٢٠١.
(٢) انظر: ص ٢٦٧ من هذا الحديث.
(٣) المجلسي: «البحار» : جـ١٠٢ ص ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>