للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سياسيين وتجار وأدباء للغرض نفسه. وخرج من هذه الاتصالات فرحاً جذلاً لحصوله على تلك النتائج (١) .

وما كان يخطر ببال السباعي رحمه الله أو يدور بخلده ما تنطوي عليه النفوس القوم من أهداف، وما يرمون إليه من وراء دعوة التقريب من خطط، حتى فوجئ السباعي - كما يقول - بعد فترة بأن هذا الموسوي المتحمس للتقريب قام بإصدار كتاب "في أبي هريرة" مليء بالسباب والشتائم، بل انتهى فيه إلى القول (بأن أبا هريرة (كان منافقاً كافراً وأن الرسول قد أخبر عنه بأنه من أهل النار) (٢) . ثم يقول السباعي: (لقد عجبت من موقف عبد الحسين في كلامه وفي كتابه معاً، ذلك الموقف الذي لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي) (٣) .

ويذكر السباعي أن غاية ما قدم شيوخ الشيعة تجاه فكرة التقريب هي جملة من المجاملة في الندوات والمجالس مع استمرار كثير منهم في سب الصحابة وإساءة الظن بهم، واعتقاد كل ما يروى في كتب أسلافهم من تلك الروايات والأخبار (٤) . ويذكر أنهم وهم ينادون بالتقريب لا يوجد لروح التقريب أثر لدى علماء الشيعة في العراق وإيران، فلا يزال القوم مصرين على ما في كتبهم من ذلك الطعن الجارح والتصوير المكذوب لما كان بين الصحابة من خلاف، كأن المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهل السنّة إلى مذهب الشيعة (٥) .


(١) مصطفى السباعي: مرجع سابق: ص ٩.
(٢) السباعي: مرجع سابق: هامش ص ٩.
(٣) المصدر السابق: ص ١٠.
(٤) المصدر السابق: ص ٩- ١٠.
(٥) المصدر السابق: ص ٩- ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>