للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربي": (تشرفت في القاهرة بالتعارف إلى العالم القازاني العظيم شيخ إسلام روسيا موسى جار الله، وكنت أعجب بالقليل الذي طالعته من تآليفه ورسائله ومقالاته، ولما أخرج كتابه «الوشيعة» في الشيعة رأيت فيه الإمام الذي انعقد الإجماع على جلالة علمه وشدة غيرته على النهوض بالمسلمين في المشارق والمغارب. طوف الإمام جار الله في الأقطار وجاء اليابان والهند والحجاز وغيرها، وأخذ العلم عن الشيوخ الذين تفردوا بعلوم يشتهي التعمق فيها والتلقي عن أئمتها.

وقد اضطهدته روسيا وإنكلترا واعتقلتاه زمن الحرب العالمية الثانية وسجنته روسيا لأنه لم يقل - فيما قيل - بالتعاليم الشيوعية، ولم يقر حكومتها على إغلاق مساجد المسلمين ومدارسهم وتشتيت علمائهم ولم نعرف وجهاً لاعتقال إنكلترا له في الهند!!

صورة من أجمل صور العلماء العالمين.. وهو من الأفراد الذين لا يحسن بهم الدهر - كذا - على العالم إلا في العصر بعد العصر، وحياتهم من أولها إلى آخرها حافلة بالخير والنفع) (١) . ا. هـ.

وقال الشيخ موسى جار الله (عن نفسه) : (كان بوسعي أن أغدو كاتب روسيا الأول وأحد زعماء الطليعة فيها لو أنني تخليت عن إيماني، ولكنني آثرت أن أشتري الآخرة بالدنيا..) (٢) .


= أول رئيس للمجمع العلمي العربي، وكان مولده في دمشق ١٢٩٣هـ. وتوفي فيها سنة ١٣٧٣هـ ومن آثاره: «خطط الشام» في ستة أجزاء، «الإسلام والحضارة العربية» في مجلدين وغيرهما. «معجم المؤلفين» : (١٠/١٦٢- ١٦٣) .
(١) محمد كرد علي: «المذكرات» : (٣/١٢٣٣) .
(٢) جريدة السجل العراقية: العدد ٦٥٠، السنة ١٨، ١٠ شوال ١٣٦٨هـ. مقابلة مع =

<<  <  ج: ص:  >  >>