للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفات الفعل لله تعالى كما يشاء، يقول الأشعري عن ابن كلاب:"وكان ويزعم أن الباري لم يزل ولا مكان ولا زمان قبل الخلق، وأنه على مالم يزل، وأنه مستو على عرشه كما قال، وأنه فوق كل شيء تعالى" (١) ، ولو أخذت العبارات الأولى لتوهم أن ابن كلاب ينفي العلو والاستواء لنفيه الزمان والمكان قبل الخلق وانه بعد الخلق على مالم يزل، لكن إثباته للإستواء والعلو ففي هذا التوهم، ولكن من مجموع الكلام يتضح مذهبه في نفي أن تكون لله صفة اختيارية.

٤- نفيه لبعض صفات الفعل أن تكون من هذا النوع، يقول الأشعري: "وقال ابن كلاب: الوصف لله بأنه كريم ليس من صفات الفعل" (٢) ، ولا شك أن الله كريم أزلا، لكن أيضا يتكرم على عباده بما يشاء كما يشاء متى شاء فهو أيضا صفة فعل.

٥- جعله ولاية الله وعداوته ورضاه وسخطه من صفات الذات لا من صفات الفعل (٣) ، وهذا معنى قوله: إنها أزلية.

٦- قوله في مسألة الكلام، وجعله مثل صفة العلم والقدرة، يقول الأشعري: " وقال ابن كلاب: ان الله لم يزل متكلما، والكلام من صفات النفس كالعلم والقدرة" (٤) ، ويقول:"إن كلامه قائم به كما أن العلم قائم به، والقدرة قائمة به" (٥) .

ومن خلال الأدلة والنقول السابقة عن ابن كلاب يتبين أن ابن كلاب- مع مخالفته للمعتزلة- قد التزم هذا الأصل وقال به، وهذا ما لم يمار فيه أحد من الباحثين (٦) .


(١) المقالات (ص:٢٩٨- ٢٩٩) .
(٢) نفس المصدر (ص: ١٧٩) .
(٣) نفسه (ص: ٥٨٢) .
(٤) نفسه (ص:٥١٧) .
(٥) نفسه (ص: ٥٨٤) .
(٦) انظر: نشأة الفكر الفلسفي للنشار (١/٢١٧) ، ونشأة الأشعرية وتطورها (ص:٤٢) وما بعدها، ورسالة: الكلابية وأثرها في المدرسة الأشعرية (ص: ٨٧) - ط على الآلة الكاتبة-.

<<  <  ج: ص:  >  >>