للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ - صلته بطائفة الملامتية (١) ، التي انتشرت في بلده نيسابور، وقد ترجم لبعض أعلامها (٢) ، ويربط بعض الدراسين بين ما عند هذه الطائفة من كتمان لأحوالهم وما عند الرافضة من التقية، ويشير إلى أمر مستغرب وهو أن القشيري لم يرد على طائفة الذين عظم شأنهم في زمنه (٣) .

ب - إيمانه بوجود القطب (٤) ، والأوتاد (٥) ، والأبدال (٦) ،والغوث (٧) ، وتفسير القرآن بما يوافق ذلك، فمثلاً يقول في قوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} (الكهف:٤٧) ، " كما تقتلع الأرض يوم القيامة بأوتادها، تسير اليوم بموت الأبدال الذين هم والقطب كجبال الأرض، إذ هم في الحقيقة أوتاد


(١) سبق في (ص: ١٦٧) ، التعريف بطائفة من الطوائف المنتسبة إليهم وهم اليونسية، وهنا نعرف بهم تعريفاً عاماً بأنهم الذين لم يظهر على ظواهرهم فما في بطونهم أثر، لأنهم يجتهدون في الإخلاص، والملامتي لا يظهر حيراً ولا يضمر شراً، ولذلك فهم يسترون صلاحهم بأمور تتداولها العوام ليست بمخالفات ولا معاص مبالغة في الخفاء، وينسب انتشار هذا المذهب في نيسابور إلى أبي صالح حمدون بن أحمد القصار المتوفى سنة ٢٧١هـ، انظر: الرسالة القشيرية (١/١١٤) ، وعوارف العوارف (ص: ٧١) ، ومعجم مصطلحات الصوفية (ص: ٢٤٩) ، وانظر: عن نشأتهم: القشيري لإبراهيم بسيوني (ص:١٧) ، وما بعدها.
(٢) انظر: الرسالة القشيرية (١/١١٤) .
(٣) انظر: القشيري لإبراهيم بسيوني (ص: ٢٥) .
(٤) القطب عند الصوفية: عبارة عن رجل واحد هو موضوع نظر الله تعالى من العالم في كل زمان وهو على قلب إسرافيل عليه السلام، وحين يلتجأ إليه يسمى الغوث، انظر: اصطلاحات الصوفية للكاشاني (ص: ٤٥) ، ومعجم اصطلاحات الصوفية (ص: ٢١٧) .
(٥) الأوتاد عند الصوفية: الرجال الأربعة على منازل الجهات الأربع من العالم، بهم يحفظ الله تلك الجهات لكونهم محال نظره تعالى، اصطلاحات الصوفية (ص: ٣٣) ، ومعجم مصطلحات الصوفية (ص: ٢٦٤) .
(٦) ويقال البدلاء: وهم مجموعة - اختلف الصوفية في عددهم - على قلب إبراهيم عليه السلام، إذا سافر أحد منهم عن موضع ترك فيه جسداًعلى صورته بحيث لا يعرف أحد أنه فقد، انظر: اصطلاحات الصوفية (ص: ٣٦) ، والتعريفات للجرجاني (ص: ٢٤) ، والصلة بين التصوف والتشيع (ص: ٤٥٨) .
(٧) الغوث - عن الصوفية - هو القطب حين يلتجأ إليه، ولا يسمى في غير ذلك الوقت غوثاً، اصطلاحات الصوفية (ص: ١٦٧) ، والتعريفات (ص:٨٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>