للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولاهما: معركة ملازكرد (١) في عام ٤٦٣ هـ انتصر فيها ألب أرسلان السلجوقي على إمبراطور الروم مما أدى إلى انهزام الروم في الأناضول واستيلاء السلاجقة على غالب تلك المنطقة، حتى أصبحت مدينة القسطنطينية مهددة من جانب السلاجقة (٢) .

والأخرى: معركة الزلاقة (٣) التي كانت بين يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين وبين النصارى. وكانت عام ٤٧٩ هـ. وقد كان من نتائج هذه المعركة تأخر إجلاء المسلمين عن الأندلس عدة قرون (٤) .

ولكن مع هذا فإن الضعف والتفرق المحيط بالمسلمين كان قد وصل إلى حالة مؤسفة، بحيث لم تكن مثل تلك المعارك الفاصلة التي انتصر فيها المسلمون بداية لتحركهم وزيادة فتوحاتهم واسترداد ما احتله أعداؤهم من بلادهم أو على الأقل إيقاف الخصوم عند حدودهم. لكن الذى حدث هو العكس تماما فبعد سنوات محدودة تجمعت أوربا الصليبية وسارت بحملات رهيبة إلى داخل العالم الإسلامي ليكونوا فيه دويلات لهم ويحتلوا القدس الشريف، وقد بدأت هذه الحملات عام ٤٩٠ هـ. والذى يلفت الانتباهـ في مسألة نشوء هذه الحملات- ما يذكره ابن الأثير في الكامل من رواية تقول: " إن أصحاب مصر من العلويين لما رأوا قوة


(١) = والمغرب فانظر البيان المغرب (٣/١٥٣) وما بعدها، والدراسة الشاملة لمحمد عبد اللة عنان في سلسلة دولة الاسلام في الأندلس جزء دول الطوائف.
(١) تسمى "منازجرد" وهي هكذا في معجم البلدان، وقد تبدل الجيم كافا، بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم، يعد في أرمينية، انظر معجم البلدان (٥/٢٠٢) ، ومختصره مراصد الاطلاع (٣/١٣١٤) .
(٢) انظر: تاريخ دولة آل سلجوق للأصفهاني (ص ٤٠-٤٤) ، والكامل (١٠/٦٥-٦٧) ، والبداية والنهاية (١٢/ ١٠٠- ١٠١) .
(٣) بطحاء الزلاقة من اقليم بطليوس من غرب الأندلس- الروض المعطار (ص: ٢٨٧) .
(٤) انظر: الروض المعطار (ص: ٢٨٧-٢٩٢) ، الذى علق في نهايتها قائلا: " خالفت بشرح هذه الوقيعة شرط الاختصار لحلاوة الظفر في وقت نزول الهمم ووقوعها في الزمن الخامل" وانظر الكامل (٠ ١/ ١ ٥ ١) ونفح الطيب (١ / ٤٣٩، ٤ / ٣٥٤ - ٣٧١) ، وروض القرطاس (ص: ٤٥ ا - ا ٥ ١) ، والعجب (ص: ٥ ٩ ١) ، والحلل الموشيه (ص: ٣٨- ٦٦) ، ودول الطوائف لعنان (ص: ٠ ٣٢- ٣٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>