للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفيلسوف لطرق المتكلمين (١) ، وطرق الفلاسفة والمتكلمين كلها باطلة، ومنشأ ضلالهم أنهم نفوا صفات الله وأفعاله القائمة بنفسه (٢) .

و ذكر مسألة صفات الله ضمن ما نقله عن ابن رشد، فذكر صفة العلم، وأطال حولها الكلام راداً على الفلاسفة نفاة علم الله بالجزئيات (٣) ، كما ذكر صفة الإرادة (٤) ، والكلام (٥) ، والسمع والبصر (٦) ، ثم ذكر مسألة التنزيه، وما يتعلق به من مسألة التجسيم (٧) . ثم قال معلقاً: " وهذه الطرق التي يسلكها نفاة الجسم وأمثالهم أحسن أحوالها أن تكون عوجاً طويلة قد تهلك، وقد توصل؛ إذ لو كانت مستقيمة موصلة لم يعدل عنها السلف، فكيف إذا تيقن أنها مهلكة؟ ولا ريب أن الذين يعارضون الكتاب والسنة إنما يعارضونها بطرق هؤلاء، فهم يعرضون عن كتاب الله في أول سلوكهم ويعارضونه في منتهى سلوكهم وقد قال تعالى:) {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طه:١٢٣-١٢٤) ، فقد بين أن حذاق الفلاسفة أيضاً يثبتون أن التصديق بما جاء به الشارح لا يتوقف على شيء من الطرق الكلامية المحدثة، ولا شيء من طرقهم الفلسفية" (٨) .

فالصفات ثابتة لله تعالى، والأدلة العقلية توافق الأدلة النقلية في إثباتها، والفلاسفة أقروا بهذه الصفات على وجه الإجمال، فدل ذلك على أن من زعم أن شبهة التركيب أو التجسيم قاطعة في وجوب نفي صفات الله أو بعضها؛ فقوله من أعظم البهتان والباطل.


(١) انظر: درء التعارض (٩/٦٨-٣٧٩) .
(٢) انظر: المصدر السابق (٩/٢٥٢) .
(٣) انظر: المصدر نفسه (٩/٣٧٩-٤٣٤، ١٠/٣-١٩٦) .
(٤) انظر: المصدر نفسه (١٠/١٩٧-١٩٩) .
(٥) انظر: المصدر نفسه (١٠/١٩٩-٢٢٤) .
(٦) انظر: المصدر نفسه (٢٢٤-٢٢٥) .
(٧) انظر: المصدر نفسه (١٠/٢٢٥) إلى نهاية الكتاب.
(٨) درء التعارض (١٠/٣١٦-٣١٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>